اليمن نموذج عالمي لأزمة المياه

محمد العريقي


 - 
 لا أعلم ..هل عرف المختصون والمعنيون بإدارة قطاع المياه بمفهومه الشامل أن اليمن أصبحت نموذجا عالميا لأزمة المياه عموما ومنطقة الشرق الأوسط خصوصا .
آخر تأكيد على ذلك ما

> لا أعلم ..هل عرف المختصون والمعنيون بإدارة قطاع المياه بمفهومه الشامل أن اليمن أصبحت نموذجا عالميا لأزمة المياه عموما ومنطقة الشرق الأوسط خصوصا .
آخر تأكيد على ذلك ما عرض في أعمال منتدى البيئة الألماني العربي الذي عقد في العاصمة الاردنية عمان أواخر شهر اكتوبر الماضي ولأن اليمن لم تحضر ذلك المنتدى فقد حرص الأمير الحسن بن طلال رئيس المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا والرئيس الفخري للمنتدى العربي الألماني للبيئة ورئيس المجلس الاستشاري المعني بالمياه أن يكون الوضع المائي في اليمن حاضرا ضمن فعاليات المنتدى خاصة وهناك من يتوقع أن تزداد الأمور صعوبة خاصة والعاصمة صنعاء مرشحة لأن تكون عاصمة بلا مياه في غضون السنوات القليلة المقبلة.
وقال: المنتدى يشكل فرصة هامة للبحث في وضع اليمن المائي وإمكانية التركيز أكثر على الحالة اليمنية».- صحيفة الرأي الاردنية – السبت1/11/2013م.
أما البنك الدولي فيصنف اليمن كإحدى أفقر دول العالم من حيث الموارد المائية.
ويرى الخبراء أن مشكلة نقص المياه تؤثر على 80 % من سكان اليمن.
بالإضافة إلى توصيات أحدث الدراسات العلمية التي توضح بالأرقام حجم الأزمة المائية في اليمن فقدأصبح متوسط نصيب الفرد في اليمن 120 مترا مكعبا في السنة فقط مقارنة بـ 14 % نصيب الفرد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والبالغة 1250 مترا مكعبا و20 % من المتوسط العالمي لنصيب الفرد من المياه والبالغة 7500 متر مكعب.
وهنا كخطورة من استمرار تدهور الوضع المائي في اليمن ونتائجها التي قد تهدد الأمن القومي والاستقرار المعيشي في تنبيه للجهات المعنية للإسراع في معالجة ما أفسدته أيادي الإنسان وكبح غضب الطبيعة المقبل بلا محالة.
أما الأمم المتحدة فإنها سباقة في هذا التحذير منذ مدة طويلة واليوم تجدد تأكيدها من خلال منظمة الفاو ( الأغذية والزراعة ) وهذه المنظمة تنظر للمياه من منظور الأمن الغذائي ففي أواخر شهر يونيو من العام الحالي حثت المنظمة من خلال ورشة عمل في صنعاء حول التخطيط الجيد للموارد المائية والزراعة في اليمن ووضع استراتيجية للأمن الغذائي بحيث تكون المياه أبرز المكونات في تلك الاستراتيجية نظرا للوضع المائي الحرج الذي تعيشه اليمن .
ومنظمة اليونيسف وهي إحدى منظمة الأمم المتحدة تشدد على أهمية الحفاظ على المياه وترشيدها..جاء ذلك في محاضرة للخبيرة والمستشارة في اليونيسف هيلين لأكثر أمام فريق عمل استقلالية الهيئات وقضايا خاصة بمؤتمرالحوار الوطني يوم 18يوليو 2013م الماضي .
وهناك منظمات إنسانية أخرى (كمنظمة اوكسفام) تركز ضمن مكونات أنشطتها في اليمن على جانب مياه الشرب للسكان الفقراء وهذا ليس من فراغ وإنما فعلا هناك ندرة مائية في الكثير من المناطق اليمنية بالإضافة إلى التلوث الذي يطال المصادر المائية المتاحة فتكون سببا في أمراض كثيرة بين الأطفال والكبار.
وفي السبعينيات من القرن الماضي انجزت دراسات هامة من قبل الروس والتشيك محذرة من تدهور الموارد المائية في اليمن وخاصة الجوفية – لاتزال في بعض الأدراج يمكن الرجوع اليها.
وهناك كثير من الدول الصديقة مدركة تماما لخطورة الوضع المائي في اليمن ومنها هولندا والمانيا واليابان . وتقدم هذه الدول دعما ملموسا لقطاع المياه ولذلك فهم دوما يحثون على ضرورة إصلاح وتطوير كفاءة القطاع المائي.
وأرجو أن يكون أعضاء فريق عمل استقلالية الهيئات بمؤتمر الحوار الوطني يتذكرون ما قاله السكرتير الأول بالسفارة الهولندية السيد بوب في محاضرته التي ألقاها يوم 13من شهر يوليو الماضي حول ما تعانيه اليمن من إهدار للثروة المائية خاصة في زراعة القات واستغرب من عدم وجود قضية المياه في أجندة الأحزاب والتنظيمات السياسية باعتبارها من القضايا الهامة والملحة في اليمن.
.وقبل أسبوعين تقريبا كنت قد عرضت في هذه الصفحة ما قاله العالم ليستر براون مدير معهد (سياسة الأرض) في واشنطن في حديثه لصحيفة الشرق الأوسط الشهر الماضي حول وضع المياه الجوفية .
فقد قال السيد براون: بالنسبة لليمن ينخفض مستوى الماء الجوفي بمعدل أربعة أمتار كل سنة. أضف إلى ذلك أن اليمن من أكثر دول العالم زيادة في السكان. وفعلا انخفض إنتاج القمح وحبوب أخرى بنسبة النصف خلال الخمسة والثلاثين عاما الماضية.
خلال عامين قل كثيرا حجم الأراضي الزراعية وربما سيضطر اليمن إلى استيراد كل حاجته من الحبوب. أعتقد أن اليمن يسير سريعا ليكون (سلة مهملات مائية). إنه يعيش في الوقت الضائع ويعتمد

قد يعجبك ايضا