ربما.. نولد من جديد!!

جميل مفرح


 - ثمان سنوات انقضت منذ أصدرت آخر أعمالي الأدبية وها أنا اليوم احتفي ومعي كثير من الأصدقاء والزملاء بإصدار إبداعي جديد بعنوان «ربطة عنق أنيقة» المدهش في الأمر إنني

ثمان سنوات انقضت منذ أصدرت آخر أعمالي الأدبية وها أنا اليوم احتفي ومعي كثير من الأصدقاء والزملاء بإصدار إبداعي جديد بعنوان «ربطة عنق أنيقة» المدهش في الأمر إنني أعيش هذه الأيام حالة شعورية متفردة تذكرني بما عشته وأنا أترقب إصداري الأول «على شفاه الوقت» وأعيش فرحة استقباله ومتعة القراءة فيه وتوزيعه بانتشاء فريد على من قابلته ومن لم أقابله من الكتاب والأدباء داخل وخارج الوطن!!
> وذات الحالة بالفعل هي التي خامرتني أو احتضنتني وأنا أنتظر واستقبل ابني البكر ومثله ابني الأصغر.. شعور مفعم بالحيوية والازدهاء والاستمرار في المتاهة اللذيذة المسماة حياة.. إنه شعور بالوجود وأعتقد أنني لو كنت أعي ما يجري لحظة ولادتي لجزمت ربما بالتشابه المتطابق بين الحالتين.. وربما تشابه الولادة والوجود بكل حالات ارتقاب إصداراتي كاملة والاحتفاء بها والشعور إزاءها كمنعطفات رئيسية وهامة ليس في حياتي الأدبية والكتابية وحسب وإنما أيضا حياتي الوجودية وتوالي تفاصيلها ومشاهدها المختلفة!!
> عموما.. ما أود الإشارة إليه والتوقف عنده هو الشعور بالحياة الحقيقية الشعور بذواتنا تمارس حقها الطبيعي في الوجود كما يجب ان يكون لا كما تفرضه الظروف المصطنعة أو تمليه المخاضات والاعسارات التي يفتعلها سوانا ويرغمنا كأمة على اصطلاء معايشتها وتجرعها بالكيفيات والمستويات التي تناسبه أو يريدها!
> وفي توقيت وحال ما نعيشه اليوم من واقع عام وواقع ثقافي وأدبي بشكل خاص فإن عملية إصدار عمل إبداعي جديد هو صورة من صور التحدي لمجمل الظروف المتوحشة التي يعيشها اليوم المثقف والكاتب بل وعامة الناس!!
> إنه شعور بالولادة من جديد يتضمن في معنى من أهم معانيه عدم التفريط بالامل والانتصار على الألم في صورة من صوره إن لم يكن في كل ما يوجبه ويفرضه على وجودنا وواقعنا.. خصوصا إبان ما يخامر الواقع بكافة تفاصيله ومعاشاته وتوالياته من خمول سلبي وتعطيل لكافة مفردات ومعاني الأمل والتفاؤل والطموح.. واقع أصبح الفرد فيه يفكر فقط في اللحظة الراهنة التي يعيشها وذلك أقصى حد يمكنه التعامل معه كواقع مرسوم مفترض من قبل ثلة من السياسيين الذين يخوضون لذة مغامراتهم ومبارياتهم فيما شعب من الجمهور تنهار على رؤوسهم مدرجات الوطن!!
> أخيرا.. أود هذا اليوم أن أحتفي فقط وأشعر ولو بلحظات من الانتصار على كل أحاسيس الاخفاق والانهزام أمام هذا الواقع المرير الذي يسومنا ويسوم الوطن سوء التقدير ورديء العقاب وكأن هذا الوطن بما فيه من معاني الحياة وهي معان بسيطة وبقدر ضئيل لا يستحق ان يحظى بشيء من الوجود ولا بأقل قدر من الحياة وإن حدث ذلك فبمقابل باهظ المعنى والثمن.. أخيرا ليس بمقدورنا إلا أن نقتنص أي ومضة احتفاء مارقة.. معتقدين أن ذلك كل ما يلزمنا لنثبت تحدينا للظروف واصرارنا على الاستمرار وآملين أن يسمح لنا أن نعتقد ما نريد!!

قد يعجبك ايضا