السوق العربية المشتركة.. مجرد حلم
محمد راجح سعيد
> السوق العربية المشتركة هي شكل متقدم من أشكال التكامل الاقتصادية يقوم على أساس حرية انتقال رؤوس الأموال والأيدي العاملة بين الدول المشاركة في السوق إضافة إلى حرية تبادل السلع والمنتجات وإقامة اتحاد جمركي في ما بينها والمعروف في اتفاقيات الأسواق المشتركة أن لها خصوصيات مختلفة باتجاه توسيع التكامل الاقتصادي غير أن الجوهر يبقى واحدا ويتمثل في حرية تبادل السلع والمنتجات إلى جانب حرية انتقال رؤوس الأموال والأيدي العاملة وإذا سارت الأمور على ما ينبغي منا بالإمكان تحويل اتفاقيات السوق العربية المشتركة إلى وحدة اقتصادية عربية متكاملة كما هو الحال في السوق الأوروبية المشتركة “الاتحاد الأوروبي” والمعروف أن بداية المناداة بإقامة السوق العربية المشتركة بين الدول العربية قد تم منذ حوالي 50 عاما وبالتحديد أثناء أول مؤتمر قمة عربي والذي عقد في مصر عام 1964م إلا أنه للأسف الشديد ظلت المناداة بإقامته السوق العربية المشتركة مجرد شعار حتى يومنا هذا بينما السوق الأوروبية المشتركة تم المناداة بها بعد أعوام طويلة من مناداة العرب لإقامته السوق الأوروبية المشتركة ولكن الإرادة الأوروبية الحقيقة حققت ما تصبو إليه بينما ظلت إقامة السوق العربية المشتركة كما أسلفنا مجرد شعار ليس إلا شأن ذلك شأن بقية الشعارات التي يطلقها العرب يبن الفنية والأخرى ولم يجد لها التطبيق على الواقع العملي.
تجدر الإشارة أن مجلس الوحدة الاقتصادية العربية اصدر قرارا بتاريخ 13 / 8 / 1964م أي بعد انعقاد أول مؤتمر قمة عربي بأشهر وذلك من منطلق أن السوق العربية المشتركة مرحلة من مراحل تحقيق الوحدة الاقتصادية بين الدول العربية تمهيدا لإقامة الوحدة السياسية العربية فيما بعد. وضمت السوق في بداية انطلاقها كل من الأردن والعراق وسوريا ومصر والكويت ثم اتسعت عضويتها لتشمل كل الدول العربية ولكن السوق للأسف الشديد لم تقم لها قائمة بل اقتصر التعاون الاقتصادي العربي على بعض الاتفاقيات الجزئية السابقة لقرار إحداث السوق العربية المشتركة وهكذا تجز أكبر حلم اقتصادي عربي لعدم وجود الإرادة الحقيقة عند زعماء الدول العربية.