1- نجيب محفوظ

محمد المساح


 -  عندما يموت مبدع كبير مثل نجيب محفوظ لا يترك فراغا في المجتمع وحده وإنما يترك فراغا في اللغة كذلك غير أن هذا الفراغ إنما هو صورة أخرى من صور الامتلاء
عندما يموت مبدع كبير مثل نجيب محفوظ لا يترك فراغا في المجتمع وحده وإنما يترك فراغا في اللغة كذلك غير أن هذا الفراغ إنما هو صورة أخرى من صور الامتلاء لا شخص يملأ مكانه ولا إبداع يعوض عن إبداعه كان هذا الفراغ شكل منحوت باللغة تنتصب عاليا في فضاء التاريخ.
نجيب محفوظ يظل ساطع الحضور في حياة مصر وفي تاريخ الإبداع العربي إنه آن رمز لغة وثقافة ورمز هوية حضارية.
«أدونيس»
> يفيض حبا بالحياة إبن نكته يتقن السخرية ورغم عدم سفره وكراهيته للترحال إلا أنه سافر آسيا في الوقت في النفوس وعرف كيف يحمي موهبته من بطش السلطة سواء في العصرين الملكي والثوري وأسهم قدره الأدبي وحب الناس له في تدعيم مكانته ولذلك حظي بأرفع آيات التكريم الرسمي والشعبي بحيث يمكن القول أنه صار ضميرا للناس لم يتبع إلا ما يراه صوابا وما يعتقده رغم معارضة المثقفين المصريين لاتفاقية كامب ديفيد تحفظ الكثيرين على موقفه الذي أدى إلى مقاطعة البلاد العربية له إلا أن مكانته الأدبية المرموقة لم تمس بل تدعمت بظهور أعماله الكبرى منذ السبعينيات خاصة «الحرافيش» «ألف ليلة وليلة» «وحديث الصباح والمساء» و«أصداء السيرة الذاتية» من يقرأ أعماله الأولى من «زقاق المدق» و«رادوبيس» ويقارنها بكتابته الأخيرة سيقف على مدى الجهد الذي بذله لرعاية موهبته والإخلاص المطلق للأدب.
«جمال الغيطاني»
أخبار الأدب المصرية
> لم تفارق النكتة محفوظ حتى في أسوأ الأوقات عندما زار جارودي ذات مرة عام 1997م سأله: ماذا تكتب الآن¿ أجاب محفوظ بتلقائية: أكتب اسمي..!
كانت محاولة الاغتيال التي تعرض لها عام 1994م قد أثرت على عصب الذراع اليمنى وكان يتلقى علاجا طبيعيا ويعاود التمرين على الكتابة مثل طفل مكررا كتابة اسمه آلاف المرات عندما شرع في توقيع نسخة من أحد كتبه «لجارودي» خط بصعوبة بالغة اسمه الأول الذي احتل الصفحة بكاملها مائلا من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار دون أن يترك مكانا لمحفوظ في تدريبات تالية أخذ الاسم في الانضباط شيئا فشيئا وأستأنف محفوظ كتاباته أثمرت القصص المدهشة «أحلام فترة النقاهة».
«عزت القمحاوي»

قد يعجبك ايضا