التغيير .. والواهمون بعودة الماضي!

أحمد عبدربه علوي

 - 

تمر بلادنا بمرحلة خطيرة وحاسمة في مسار ما بعد الانتهاء من مؤتمر الحوار الوطني الشامل وبناء أسس الحكم الديمقراطي المدني وهي مرحلة تتطلب الكثير من الانضباط والالتزام

تمر بلادنا بمرحلة خطيرة وحاسمة في مسار ما بعد الانتهاء من مؤتمر الحوار الوطني الشامل وبناء أسس الحكم الديمقراطي المدني وهي مرحلة تتطلب الكثير من الانضباط والالتزام والصدق والشفافية في اتخاذ القرارات والتعامل مع المستجدات .. إن بعض الشعوب تستطيع تصحيح أخطائها والتعلم من خطايا الماضي وتسعى لتغيير حاضرها وربما مستقبلها لا ننكر أن الوضع الأمني في البلاد يواجه العديد من التحديات تتطلب الوقف بحزم لمواجهتها حيث وأن أمام الدولة والحكومة مهام كبيرة تتحملانها بمسؤولية تاريخية في هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر به بلادنا .. ولا أحد ينكر أن سبب بلاوينا الموروثة نتيجة تمسكنا بالمركزية الشديدة التي أشارت حاليا كل التجارب وأثبتت وأكدت وبرهنت أن المركزية الشديدة هي السبب الذي جعلنا ويجعلنا أن نؤكد بأن المركزية في يومنا هذا لم تعد مقبولة على الاطلاق لا من قريب ولا بعيد بعد أن عمت ثورات الربيع العربي التغيير في كل الدول العربية وكانت ظاهرة ثورات الربيع العربي نتيجة لهذا السبب التي ارتفعت كثيرا سقوف التوقعات نتيجة ثورة الربيع العربي وانتشر النشاط السياسي المنظم وغير المنظم الذي ولا شك كان مؤشرا ممتازا على شدة الحماس السياسي والوعي الشعبي ولكنه في ذات الوقت مصدرا للتوتر والفوضى التي يثيرونها الأشخاص الذي يفتقرون للمسؤولية كما هو حاصل مثلا تحطيم أبراج الكهرباء وتعطيل وإحراق أنابيب النفط والقتل والنسف والفساد والتخلف والجهل من قبل البعض (قليلين العقول) لم يكن من السهل أبدا على بلادنا بما مرت به من تغييرات سريعة ومتلاحقة واستثنائية في أعقاب ثورة يناير المجيدة فقد شهدت في الآونة الأخيرة الكثير من المفاجآت والمتغيرات على كافة الأصعدة والمستويات .. فضلا عن تغيير السلوك البشري لدى معظم اليمنيين والذي يخضع في كثير من الأحيان للعواطف والرغبات المسبقة والآمال أكثر من الوقائع .. حيث من المؤكد أن التغيير هو أحد أهم عناصر استمرار الحياة ولولاه لتوقفت الحياة تماما على الأرض فهو الذي يحمي الطموح نحو التقدم ولولا الرغبة في التغيير لتوقفت محاولات الإنسان لخلق الجديد وأصبح المستقبل بلا معنى .. ويمكننا إفصاح القول لنقول: للذين يريدوننا أن نتحجر في أماكننا (محلك قف) بعيد المنال لأن شعوب العالم تتغير وتتقدم إلى الأفضل ولن نعود إلى الوراء طالما والشعب قد اختار أو من لهم حرية الاختيار عدم العودة للخلف وصمموا على اختيار مواكبة ثورة التغيير .. ورفضوا العودة للأنظمة السابقة ولا لعهده واخطائه التي تسببت فيما نحن فيه من مشاكل وقضايا معقدة .. كما تسببت في انتشار الظلم والظلام وتربع أصحاب المكاسب على رأس الحياة .. وطحنوا بأطماعهم أصحاب الحقوق الذين يديرون عجلة الحياة .. فتوقفت عجلاتها عن الدوران ولكنه رفض أن يدور إلى الوراء .. واستكمل الدوران للأمام .. وسيطحن الطامعين والمخادعين والمتعلقين بوهم عودة الأيام الماضية أو الإنقاذ يكمن في العودة إلى الوراء وتأكدوا إن عجلة الحياة لن تسير عكس عقارب الساعة ولا عكس الزمن كما يتصور الواهمون .. ولن تعود العجلة أو نحن إلى أي ماض سواء كان قريبا أو بعيدا فالتطور والتقدم للأمام هو سنة الحياة ولن يستطيع أحد سحبنا إلى ماضي الزمان.. فقد أصبح لا مفر من العيش في النور ولا بديل أمامهم وأمامنا غير نور الحق.. نور العدل.. نور الحياة.. الذي ينادي بها الرئيس القائد المشير عبدربه منصور هادي – رئيس الجمهورية الذي أوضح في خطابه الأخير.
إن عملية التحول ماضية إلى الأمام رغم الصعوبات والتحديات التي تواجهنا لن تعيقنا من تأدية مهامنا وواجباتنا تجاه الشعب والوطن ونقول أن هؤلاء المزايدين تجار الشعارات الجوفاء لا غير يدافعون عن مصالحهم الشخصية وعلينا الوقوف جميعا إلى جانب الرئيس هادي فهو رجل المرحلة الحالية.
وفي هذه الحالة نطالب هؤلاء المتشدقين أن يتركوا الرئيس مع الشعب والوطن في حالة يخطط ويعمل بدون وضع العراقيل والصعوبات أمام طريقه التي يقومون بها أعداء الديمقراطية والمسيرة التنموية.. أن الجميع معه من أجل مصلحة اليمن ووجوده في هذا الظرف العصيب من مصلحة اليمن لكي يواصل سعيه الدؤوب لتحقيق الأمن والاستقرار والأمان الداخلي والانطلاق نحو المستقبل وسعيه أيضا استعادة دور اليمن الإقليمي والدولي بطريقة إيجابية.. أقول بهذا الكلام لأني يمني أتمنى لبلادي الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار والنجاح في إدارة المرحلة الانتقالية من المرحلة الراهنة إلى بناء المستقبل من خلال استقرار دستوري وسياسي بحيث تكون لكافة أطراف المعادلة السياسية أدوارها المعروفة ضمن سباق من التوافق

قد يعجبك ايضا