وينتظرون المزيد
حسين محمد ناصر
> الاجتماع الأخير الذي ترأسه فخامة الأخ رئيس الجمهورية وضم أعضاء مجلس الوزراء المتواجدين في البلاد مثل إجراء ضروريا في هذه الفترة الزمنية بالذات ليلفت الرئيس انتباه الحكومة إن الأوضاع العامة في البلاد لم تعد تحتمل الأداء الروتيني والتقليدي للحكومة بوزاراتها المختلفة ولا زيارات الاستجمام وقضاء الأعياد خارج الوطن ولا الاعتكافات في مكاتب وزاراتهم والتوقيع على المعاملات الروتينية التي يستطيع القيام بمهمتها الكثير من مسؤولي الوزارات وإنما هي حاجة إلى عمل دؤوب ومكثف من قبل الإخوة الوزراء لمعرفتهم أنهم جاؤوا لتطبيق أمور فترة انتقالية يتم من خلالها إرساء الأسس الأولية لبناء مشروع دولة حديثة وإنجاح أجواء الحوار الذي جاءت به المبادرة الخليجية وهي المبادرة التي نعلم جميعا أنها أصبحت ملزمة التنفيذ من قبل كل الأطراف الموقعة عليها دونما تردد أو اختلاق أية اعتذار أو خروج عن نصوصها المحدودة إلا بما يتوافق عليه الجميع.
لقد جاء ترؤس الأخ الرئيس لاجتماع مجلس الوزراء ليعطي دافعا قويا لمحاولة إخراج الحكومة من وضعها الحالي المحاط بانتقادات جمة لأداء كثير من الوزارات وكان بمثابة تنبيه لتلك الوزارات التي لم يلمس منها المراقبون أي تقدم بقدر ما ازدادت أمورها سوءا وتدهورا عكس نفسه على أمور وقضايا مختلفة في عدة مجالات وأصعدة وبدأ المواطن فيها بشعر بغياب الدولة وأسباب هذا الانقلاب الأمني والركود في حركة النشاط العام للمجتمع والدولة وجعله يحن إلى سنين الأمس التي كان يحيا فيها بأمن واستقرار متجاوزا ما كان ينغص عليه العيش في مجالات مختلفة أثناءها !!
إننا نأمل أن يكون هذا الاجتماع محطة انطلاق جديدة واستثنائية يهب فيها الإخوة الوزراء للاطلاع بسمؤولياتهم على أكمل وجه وجدارة ويبدأوا بملامسة قضايا وزاراتهم الاستراتيجية والوقوف أمامها عن كثب واهتمام ويصنعوا البرامج المكثفة لحركة جديدة من النشاط الدؤوب الهادف إلى تلمس أوضاع مكاتب وزاراتهم وفروعها في المحافظات ومعالجة الكثير من القضايا الهامة التي تزخر بها المحافظات والمديريات بحيث إن البعض منها لا يتطلب غير توجيه حاسم من الوزير المعني كي تحل وتزول وخصوصا تلك المتعلقة بالكهرباء والمياه والصحة والتربية والهاتف والبلديات وغيرها من الخدمات المرتبطة بحياة الناس اليومية.
لقد مر على تشكيل الحكومة الكثير من الزمن وخلال عمرها نستطيع أن نجزم أن كثيرا من أعضائها لم يقم بزيارة استطلاعية لمحافظات تعاني من الأزمة والمشاكل الكثير واكتفى بالدوام الرسمي وبلصق الوقت المحدد للدوام ولم يكلف نفسه حتى عناء الاتصال ولو شهريا بمدراء فروع وزارته ومكاتبها واكتفى بحل ما يصل من قضايا في المركز والتي كثير منها تتعلق ببدلات سفر وعمل إضافي ومكافآت وأشياء روتينية أخرى.
نريد من إخواننا الوزراء أن ينظموا نزولا ثنائيا أو أكثر إلى المحافظات يمكثون فيه أياما لحل ما باستطاعتهم حله من قضايا وإثبات أنهم على مستوى المسؤولية وأن اختيارهم لقيادة هذه الوزارة أو تلك كان اختيارا موفقا ولم يكن اختيارا غلبت عليه القسمة الحزبية ولم تفرضه قوى النفوذ المختلفة الأوجه.
وإذا كان هناك من يعتقد أن مثل هذه الإشارة إلى مهام الحكومة لم تعد تجدي نفعا لقرب انتهاء فترتها فإن الواجب على من يأتي في التشكيلة القادمة قرب موعدها أو بعد أن يكون مخلصا لوطنه وأمينا مع ذاته ويتقي الله في شعبه ويكون نموذجا لقدرات رائدة وأداء متميز وحضور يمتد إلى كامل أراضي الوطن ليضع أسس ومداميك بناء وطن جديد ودولة عادلة ومجتمع متطور ويهدي الجميع تباشير أفق مليء بالخير والسعادة والأمن والاستقرار والمساواة.