ما بعد الحج
عبدالله بجاش
عيدنا .. والعيد عيد العافية .. وحجاج بيت الله الحرام أدوا مناسك الحج بكل يسر ومنهم من عاد إلى الوطن وآخرون يلملمون أمتعتهم والحسرة تحاصرهم بين مفارقة أحب الأماكن وأطهرها على قلوبهم والشوق والحنين إلى الوطن وإلى الأهل ليعودوا إلى حياتهم بعد حج مبرور وسعي مشكور من بهما الله عليهم وأكرمهم بأداء فريضة لينظروا من خلالها إلى أنفسهم كيف كانوا قبل أداء المناسك وكيف أصبحوا بعدها بغرض أن تستمر النعمة التي من الله عليهم بها ويجعلونها نقطة فاصلة في حياتهم ليبدأوا حياة جديدة على نحو مختلف خالية من الذنوب والمعاصي .. ومن هذه النقطة يجب على كل من أدى مناسك الحج الحذر ثم الحذر من الوقوع في أي معصية وأن يعيد تصحيح نظام حياته بمعالجة أي قصور أو خلل يوجد بها حفاظا على نعمة الله العظيمة عليه بأن وفقه في أداء هذه الفريضة وهو الأمر الذي يستوجب شكر الله على هذه النعمة .. ومن الشكر أن يحفظ حجته وما يترتب عليها من الضياع فيلتزم بطاعة الله ويستقيم على دينه وشرعه ويتبع سنة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وأن يحرص على الصدق والأمانة والثبات على ما كان في حجه ليحافظ على الثواب الذي حصل عليه .. وأن يسأل الله في كل وقت أن يوفقه لطاعته ويجنبه معصيته وقد حذر المولى عز وجل عباده في آيات قرآنية عديدة من أن يتجنبوا الأعمال السيئة وأن لا يمحقوا طاعتهم بارتكاب الذنوب بعد أن أدوا عبادة من أعظم العبادات وقربة من أعظم القربات في زيارة تعبدية من أروع وأجمل الزيارات .. فألف مبروك للحجيج حجهم ولتوفيقهم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم بما يرويه عن رب العزة: إذا تقرب العبد إلي شبرا تقربت إليه ذراعا وإذا تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا وإذا أتاني مشيا أتيته هرولة (أخرجه البخاري) أو كما قال لذلك عليهم الحذر ثم الحذر من الوقوع في أي معصية .. فما أحسن من الحسنة تتبعها حسنة وما أقبح السيئة بعد الحسنة والبر فكونوا على خوف ووجل من عدم قبول الحج … والله المستعان.
فما أحسن من الحسنة تتبعها حسنة وما أقبح السيئة بعد الحسنة ولهذا يجب عليهم أن يكونوا على خوف ووجل من عدم قبول حجهم .. كما ينبغي عليهم الاهتمام بمبدأ قبول العمل هل قبل أم لا حيث أن التوفيق للعمل الصالح نعمة كبرى ولكنها لا تتم الا بنعمة أخرى أعظم منها وهي نعمة القبول.