القافلة تسير رغم الضجيج

علي العماري


 -  أيعقل أو يجوز أن نحيي القوى الميتة وهي رميم ونميت القوى الحية بينما لا تزال في ذروة شبابها وقمة عطائها لمصلحة من قلب المعادلة للسير في الخط المعاكس لدرب الثورة والثوار والشعب الحالم بالتغيير¿.
أيعقل أو يجوز أن نحيي القوى الميتة وهي رميم ونميت القوى الحية بينما لا تزال في ذروة شبابها وقمة عطائها لمصلحة من قلب المعادلة للسير في الخط المعاكس لدرب الثورة والثوار والشعب الحالم بالتغيير¿.
إن محاولات إبطاء عجلة التغيير وفرملة قطار الثورة لا يخدم إلا أعدائها كما أنه يريحهم ويشجعهم على الاستمرار في وضع الأفخاخ والعراقيل في طريقها وحرفها عن مسارها الصحيح ويربك ويحبط العزائم ويدخل اليأس إلى نفوس الجماهير الثائرة المتعطشة لمواصلة المسيرة الثورية صوب المحطة الأخيرة وسطوع فجر الحرية في كبد السماء وانبلاج ميلاد اليمن السعيد الخالي من مظاهر الفقر والجهل والمرض والعنف ونظام الحكم العائلي المستبد.
الحركة النشطة الدؤوبة والدائمة يفترض أن تكون العنوان الأبرز للوقت الراهن وليس الراحة والاسترخاء والنقاهة والاستجمام والتباطؤ والمناورة والمراضاة والمراوغة وإشعال فتيل النزاعات والحروب وإحياء الخصومات القديمة هنا وهناك وقوبلت قوى الماضي بأشكال جديدة وتزيين وجهها القبيح بالمكياج وأحمر الشفاة على حساب قوى الثورة الحقيقية وإهمال استحقاقات المرحلة وتجاهل مطالب الشعب المشروعة ..
الحزم والحسم والقوة مطلوبة اليوم أكثر من أي وقت مضى لإنجاز الأهداف المناطة بالقيادة السياسية خلال المرحلة الانتقالية ومؤتمر الحوار الوطني الشامل وعدم التسامح أو المهادنة والمداهنة مع عصابات الإرهاب والتخريب والاغتيالات والتقطعات.
إن المراوحة في الظرف الراهن سياسة فاشلة ولن تفضي إلى نتيجة بل ستزيد الأوضاع سوءا وتضيف إلى المشهد اليمني المرتبك تعقيدات اكبر وأصعب ولدينا من التجارب ما يكفي ولا نعتقد أن بإمكان الدولة الاستمرار في تحمل الأعباء ودفع الرشاوى من خزينتها للمخربين مقابل هدنة مؤقتة سرعان ما تنهار وتعود عمليات التخريب من جديد..
لقد سئم الناس أسلوب معالجة المظاهر والظواهر السيئة والمسيئة بحبوب المهدئات والمسكنات غير المجدية وبات من الضروري انتهاج وسائل أكثر فاعلية للقضاء على الآفات المرضية المستعصية على الحلول بالوسائط التقلدية المعروفة والطرق القديمة البالية..
ما يحصل أمر غريب وعجيب فعلا ومثير للحيرة والتساؤل فوضى أمنية عارمة.. عسكرة المدن.. معارك قبلية على أكثر من جبهة.. اغتيالات بالجملة.. ضرب الكهرباء أزمة (بتروغاز) مفتعلة ولا من حساب أو عقاب والدولة نائمة لم تحرك ساكنا.
ومن الواضح جدا حتى للعميان أن ما يجري اليوم ليس الا امتدادا لسيناريو الأمس القريب وبذات الأدوات التخريبية المدمرة والمعطلة للعملية السياسية بهدف الانتقام من الشعب ومعاقبته وترويعه وتركيعه وجعله يتحسر على عهد حكمهم الأسود غير المأسوف عليه.
خفت وهج الأصوات المنافحة عن قضايا الأمة وبقي منها القليل يناطح طواحين الهواء ويصارع ضجيج النباح. ولكن هيهات ستظل قافلة الحياة حتما تواصل المسير ولن تضل طريق الخير لبناء اليمن الحديث.

قد يعجبك ايضا