عيد.. أي عيد¿!
عبد الرحمن عبد الخالق

ساعات معدودات هي ما تفصلنا عن عيد الأضحى العيد الذي أضحى هما على قلب الصغير قبل الكبير بل له معناه الدöيني والدلالة الروحية. فللعيد أيضا في قواميس اللغة معان كثيرة لا تلتقي ولا تتواد مع ما شاع عندنا من معنى للعيد كمعادل موضوعي للفرحة والبهجة من هذه المعاني عادني الشيء عوúدا واعتادني انúتابني واعتادني هم وحزúن قال: والاعتöياد في معنى التعودö وهو من العادة. يقال: عودúته فاعتاد وتعود. والعöيد ما يعتاد من نوúب وشوúق وهم ونحوه قال الشاعر: والقلúب يعúتاده من حبöها عöيد وقال يزيد بن الحكم الثقفي سليمان بن عبد الملك:
أمسى بöأسماء هذا القلب معمـودا
إöذا أقول صحا يعتاده عيــــــــدا
كأنني يوم أمسي لا تكلöمنــــــــي
ذو بغية يبتغي ما ليس موجودا
أجري على موعöد مöنها فتخلöفني
فما أمل وما توفى المواعيــــدا
كأن أحور مöــــن غöزلانö ذي بقر
أهدى لها شبه العينينö والجيـدا
والعيد بهذا المعنى أقرب لمعنى ما نعيشه في هذا البلد من مآس وأحزان من مسغبة وفقر وانعدام للأمان من تغول للفساد وتحكم الجهل بيومنا ومستقبلنا برقابنا وهي حالات تتناسل كالفطر لتصيبنا بمقتل وتجعل من أفراحنا مآتم ومزارات لنعيق الغربان ليس إلا ذلك ما يوفر علينا عناء تكرار التساؤل الاستنكاري للمتنبي:
عيد بأيةö حال عدت يا عيد
بما مضى أمú بأمúر فيك تجúديد
فلا جديد في عيد يرتسم اليوم قهرا على عيون الأطفال ويحرمهم من ممارسة طقوس اعتادوا عليها يوما كما أعتاد عليها آباؤهم فكيف للأطفال في حضرموت –مثلا- أن يدوروا في الحارات على البيوت حاملين المشاعل بعد أن أظلمت وجعل منها مرúبعا لقاعدة مصنوعة بإحكام تمتهن القتل والتدمير مع الظلم الممارس عنوة مع الفقر والجوع ليغنوا:
(مشعالنا يالمرنقش ياطويل العود
سلم على بادورة وسعيد بامسعود
مشعالنا قد سرى والسعد قدامه
اربعمائة عسكره من غير خدامه
مشعالنا يالذي مرشوش بالنوره
نöحنا صحاب كلنا والشباب محزوره
مشعالنا يالذي عودك من منيباري
اللي مايهزه الريح يالمركب الصاري)..
بل.. كيف سيواتيهم الغناء.. وكل شيء جميل يستباح أمام بصرهم
لكنهم بالتأكيد يبدعون أغانيهم الخاصة وأناشيدهم يصدحون بها بجرأة ليل نهار إلى يوم لا ريب آت يوم يستعيد به هذا الوطن كرامته وعزته فيه تختفي آلية الظلم والقهر وسرقة اللقمة من أفواه الأطفال وناهبي ثروات الأمة.. يومها سيعلن عيدنا عن نفسه سنحتفي صغارا وكبارا نساء ورجالا بأعياد عنوانها الإنسان حريته سعادته كرامته.
