مخرجات البحوث العلمية للأكاديمية العسكرية العليا بين الواقع النظري وضرورة التطبيق العملي
محمود ابراهيم النقيب


محمود ابراهيم النقيب –

تنتهج الاكاديمية العسكرية العليا سياسة تعليمية ترتكز على احدث المناهج والطرق والأساليب العلمية الحديثة والمتواكبة مع كل التطورات والمتغيرات العلمية المعاصرة وعلى كل المستويات ومزودة بطاقم تعليمي يضم نخبة من كبار ضباط القوات المسلحة الحاصلين على التأهيل العالي من ارقى الجامعات والأكاديميات محليا وعربيا ودوليا فضلا عن استعانة الاكاديمية بسفراء ووزراء واكاديميون من الجامعات اليمنية لالقاء المحاضرات على الدارسين وتضم الاكاديمية ثلاث كليات هي كلية الحرب العليا وكلية الدفاع الوطني وكلية القيادة والأركان بالإضافة الى مركز الدراسات الاستراتيجية وهذه الكليات انشأت وفقا للمواصفات الحديثة في إنشاء الكليات ومزودة بكافة التجهيزات اللازمة التي تمكنها من أداء الوظائف وفقا للاهداف التي انشأت من اجلها .
لا يقتصر الالتحاق بكليات الاكاديمية على المنتسبين للمؤسسة العسكرية التي تتوفر فيهم شروط ومتطلبات الالتحاق بل يمتد الامر الى قبول ملتحقين من السلك المدني ممن تتوفر فيهم شروط الالتحاق في الدورات التي تعقدها كلية الدفاع الوطني على المستوى الاسترتيجي ليس هذا فحسب فإن فرص الالتحاق بكليات الاكاديمية تتاح في إطار التعاون الثقافي والعسكري على مستوى الاقطار العربية فهناك العديد من الدارسين من الوافدين من الاقطار العربية في إطار الدورات المختلفة التي تنظمها الاكاديمية .
ان الاكاديمية العسكرية العليامؤسسة وطنية بكل ما تعنية الكلمة تتجسد فيها كل معاني الولاء الوطني كما انها حقيقة بحجم الوطن لا مكان فيها للولأت الضيقة حزبية أو قبلية وما على شاكلة ذلك من المسميات ولائها للوطن وتتعامل مع ابناء الوطن بمعيار واحد في إطار هذا المفهوم تعمل الاكاديمية على بناء العقول بمنظور وطني وتزويدها بكل ما تحتاج اليه من العلوم والمعارف وباحدث الطرق والاساليب العلمية الحديثة وتقنياتها المتطورة كما تعمل على غرس القيم النبيلة لدى الفرد وبما يمكنه من التعامل مع من حوله بارقى المستويات والقدرة على التعامل مع الواقع وتطوراته . هذه الاكاديمية وبكل ما تزخر به من التراكم القيمي والمعرفي تمثل بحق صرحا علميا شامخا يجب ان نفتخر ونعتز به جميعا.
لقد كان لي شرف الحضور والمشاركة في مناقشات البحوث العلمية المقدمة من دارسي الدورة الخامسة –دفاع وطني – التي انعقدت خلال الفترة من 22سبتمبر وحتى بدية شهر اكتوبر وتحت اشراف نخبة من الاستاذة والاكاديميون ذوي الاختصاص والخبرة الواسعة في مناقشات الاطروحات العلمية التي تعتبر جزء من متطلبات الحصول على زمالة كلية الدفاع الوطني .
مما يذكر ان عدد البحوث العلمية التي تم مناقشتها في إطار دورة الدفاع الوطني واقرارها من قبل اللجان الاشر افية بلغت نحو “20” بحثا محكما تمحورت معظم مواضيعها حول اهم وابرز القضايا على المستوى الوطني والاقليمي والدولي .
يلاحظ من خلال عناوين الابحاث المطروحة انها ابحاثا قيمة في عناوينها وموضوعاتها وعلى درجة كبيرة من الاهمية كونها جاءت متزامنه مع ما يحدث على الساحة الوطنية من حراك داخلي وقضايا ارتبطت احداثها مع ما يجري على الواقع من تحولات في اتجاه بناء الدولة المدنية الحديثة ولا شك ان هذه الابحاث تسهم بدور ايجابي فعال في معالجة القضايا الوطنية مثار الجدل والمتعلقة في المجالات التي تطرقت لها البحوث وذلك من خلال تقديمها الرؤية الجادة لاتجاهات المعالجة وعلى المدى القريب والمتوسط والبعيد وخاصة اذا ما تم الاخذ بخلاصة ما توصلت إليه هذه الابحاث من المقترحات والمعالجات للقضايا المطروحة.
ان ما ينبغي الاشارة اليه هنا ان هذه الابحاث ليست ابحاث عادية وانما هي ابحات على مستوى استراتيجي عالي من الدقة والشمول وقائمة على أسس من المنهجية العلمية المتبعة في مجال الاعداد البحثي والمتعارف عليه . وان هناك جهود قد بذلت وامكانيات قد سخرت لإعدادها وانجازها وعلى مدى اكثر من عام وتحت اشراف اكاديميون متخصصون . ومن هذا المنطلق فاني اطرح موضوع ترجمة هذه البحوث الى واقع عملي وخاصة وكما نعلم ان معظم البحوث يكون الهدف منها نيل درجة الزمالة ومن ثم تحتل اماكنها ضمن رفوف المكتبات ولا يستفاد من مخرجاتها في معالجة وتطوير الواقع العملي “موضوع دراسة البحث” ولهذا نرى انه من الاهمية بمكان ان تتم المعالجة لجانب الاستفادة من البحوث وبما يمكنها في المساهمة الايجابية الفعالة في التطوير وتحسين الأداء في مختلف
