ثقافة الإجازة
عمر كويران
انعدام أية ثقافة بين أوساط المجتمع يعتبر الشعب غائبا عن الأذهان في عقول أهل الفكر ومعرفة المتعة بالحياة.. ونحن في اليمن نبتعد كثيرا عن المواقع الثقافية في صلب حاجتنا لها لتنقية حياتنا من جرثومة الجهل في شتى المجالات.. فمجتمعنا بحاجة ماسة إلى منظومة كيان تمده بما يفقده من ثقافة لإحياء نظام وعيه بالتعرف على كل شيء نافع لمستقر حياته كمعلومة تقيه شر الموبقات.. فالعالم اليوم عبر وسائل معطيات العلم خرج من بوتقة جهله إلى مساحة متسعة مزودة بكل المعالم ذات الإمكانيات الملبية لمطالب الفرد.. وفي عالمنا العربي وبالأخص الوطن اليمني مستكين في محيطه نتيجة عدم قدرة الدولة على إسقائه غذاء المعرفة في لم مصادر اعلامه.. إذ لايزال مربط الفهم التوعوي يسيطر عليه الجهل بحيثيات مكون أساس الأسرة اليمنية.. فالقراءة في هذا البلد لا قيمة لها ممكن سكن التجهيل عقول الشعب.
ومن لديه شيء من الثقافة خص نفسه بها في محيا حياته.. مع أن شرع العطاء لا يجيز إخفاء أى مرتع ثقافي بالاحتكار. فالمراكز الثقافية ومحطات البحوث والدراسات والسينما والمسرح كيانات مهمة لعملية التثقيف.. لكن في اليمن هذه المواقع مطارح على اللسان باستثناء السينما التي ليس لها وجود في أصل المحط.
الإجازة تعد من مسارات الثقافة لمن يمد علمها في مخزون الفكر.. وعموم أبناء البلاد بحاجة إلى إجازة للاستمتاع بمكانة بلادهم في رحم المناطق المتناثرة على مستوى الخارطة أو 95% إن لم يكن أكثر لا يعرفون بلادهم كما ينبغي لهم الزيارة في رحلات متفاوتة عند أخذ الإجازة السنوية.. فهمهم منها فقط إما أخذ مقدار مستحقها المالي أو السفر إلى القرية لقضاء إجازته بين أغصان القات أو فوق سرير النوم كون الموقع هو قريته أو عزلته.. ولم يفكر على الاطلاق بقضاء إجازة داخلية برحلة إلى سقطرة أو الجزر اليمنية أو المدن التاريخية الأثرية أو الخلابة في مجاز الرؤية المغطاة باللون الأخضر للتعرف والتحدث عن فهم عام لمعنى صلته بثقافة الإجازة.. وآخرون من أهل المال ممن لهم سعة الرزق يذهبون إلى دول الخارج للاستمتاع بينما في بلدهم ما هو أفضل متعة لو منحوا برنامجهم فرصة الترحال لقضاء الإجازة في تلك الأماكن في حين نسمع أو نقرأ من السواح الذين زاروا اليمن بطول وعرض خارطتها ما يبعدنا نحن أهل البلد عن حديث أولئك السائحين في متعة سياحتهم باليمن.. واعتقد أن لوزارة السياحة خط إهمال وعدم إدراك بحقيقة ما يجب الترويج عنه لأبناء البلاد بتسهيل مسار رحلات منظمة كل سنة في طي الإجازة الممنوحة لمستحقيها وهو أمر يفترض أن تتولاه هذه الوزارة في مسعى تنشيط حركة السياحة الداخلية لتثبيت صفة الثقافة في معلم محتوى الرسالة العامة من خلال المشاهدة العينية وطبيعة مكامن التاريخ للحديث عن يمن شعبه مثقف بنسبة على الأقل 50% وعلى وزارة الثقافة تغيير موقعها من سياق ما تتطلبه المرحلة لإخراج المواطن إلى حيز المعالم المرتبطة بالثقافة.