رجل منفرد

محمد القعود

رجل منفرد
في‮ ‬الجموع الخاوية‮ ‬
يلم الجهات تحت قدميه
ويذر‮ ‬الشتات في‮ ‬عواصفه المتلاحقة‮..‬
يتموه في‮ ‬غيوم الأيام
ويخضر في‮ ‬يبوسة المواسم والأبجدية
يخدش صمت الفاقة
ينابيع الأمل‮‬‭ ‬ويعد الجوع برغيف قروي‮ ‬وبرقصة عاشقة في‮ ‬ساحة الربيع‮..‬
يرتجل وطنا‮ ‬خاليا‮ ‬من زعماء الربا الحلال‮ ‬
ويزين فصول الأطفال المدرسية
بالأحلام القريبة إلى قلوبهم
وبدفاتر ملونة وبأكواب حليب
تزيد من مناعتهم ضد شلل الفراغ
‬‭ ‬وترد عنهم هشاشة المستقبل‮..‬

رجل منفرد
في‮ ‬الحشود المتنافرة
ينثر أنغام الناي‮ ‬في‮ ‬طرق العصافير
ويبتكر نشيدا‮ ‬قوميا‮ ‬للصباح‮..‬
ويقود الفراشات إلى مرحلة ملونة
ويؤهل الرصاص لخياطة ما مزقته النوايا السيئة‮..‬

رجل منفرد
يخبئ أوجاعه بعيدا‮ ‬عن ملامحه
ويراوغ‮ حزنه بأفراحه المقترحة‮ ‬
يخاتل زمانه بزمان‮ ‬يقبل الهدنة
والجلوس إلى طاولة السلام‮..‬

رجل منفرد
يعلق أيامه على أغصان الشجر
لتغتسل بآهاته الطيبة وهدايا المطر‮ ‬
يرشق طيف حبيبته الغائبة
بأغاني‮ ‬الشوق وزفراته المتلاحقة
ويطوي‮ ‬ذكرياته المتقدة
لعل قلبه‮ ‬يكف عن عزف أناهيده المتعبة للغة‮..‬

رجل منفرد
يصافح ظله في‮ ‬كل الأمكنة‮ ‬
ويسير متأبطا‮ ‬طفولته المنهمرة‮..‬
يهرب من صدى أحلامه
ليلتقي‮ ‬بها في‮ ‬أقرب قصيدة‮..‬

رجل منفرد
يحرض الريح على الرقص
وراية الوطن على الضوء
في‮ ‬نهار السكون والخطابات المتكلسة‮.‬

قد يعجبك ايضا