جمهورية موفمبيك
أحمد غراب

قلتها من البدء مؤتمر الحوار ليس عصا موسى حتى نعول عليه لحل جميع مشاكل اليمن.
رغم القرارات والمعالجات الهامة التي اتخذها الرئيس هادي فمازال هناك الكثير والكثير من المعالجات العملية وهذا يتطلب عدم الإسراف في مط وتمديد مؤتمر الحوار.
الاستغراق في الجانب النظري وفتح المزيد من الملفات المعلقة والتمعن في خلافات داخل مؤتمر الحوار كل ذلك من شأنه ان يدمر كل الجهود التي تم التوصل اليها وفي هذا يقول المثل اليمني “الحاذق يخرج من السوق عطل” أو “من دوره كله فاته كله”.
أتفق تماما مع رؤية الدكتور جمال بن عمر من مؤتمر الحوار ليس غاية بحد ذاته بل هو خطوة وجزء من مرحلة انتقالية.
اذا كان هناك نية متوفرة لدى جميع الاطراف للبناء فينبغي على الجميع حسم مؤتمر الحوار والانتقال إلى المرحلة الثانية التي تضمن تحويل المحصلة والأفكار النظرية الأساسية والخطوط العامة التي تم الخروج بها باتفاق جميع الأطراف إلى واقع وتطبيق وهي باعتقادي المرحلة الأهم.
البعض يتحدثون عن مؤتمر الحوار حاليا وكأنه فخ لتمزيق اليمن وهي نظرية غير واقعية تماما قد تنتج عن فهم خاطئ للفيدرالية وتخوفات من الحلول المطروحة عن شكل الدولة القادم.
ولعل تطمينات الرئيس هادي جاءت بهدف إزالة اللبس عن ما يتم تداوله من شكوك وتخوفات من تمزق اليمن حيث قال مؤخرا “كل ما يجري عمله من أجل المستقبل المأمول هو تحت سقف الوحدة اليمنية”.
اعتقد أن الوقت قد حان للخروج من طاولة الحوار في موفمبيك إلى “الجمهورية اليمنية ” حتى لا يكون العكس وتكون جمهورية موفمبيك وطاولة اليمن ولكي نضمن المضي في خطوات فعالة تضمن انقاذ البلد وخروجها من النفق المظلم الذي تعيش فيه.
عملية الحوار التي استغرقت شهورا ومايوازيها من أحداث يومية صرفت الحكومة عن الإصلاحات ومكافحة الفساد وتعهداتها للدول المانحة وما يعانيه البلد من أزمة اقتصادية طاحنة دفعت العشرات إلى بيع الكلى لتوفير لقمة العيش.
ينبغي على جميع من يجلسون على طاولة مؤتمر الحوار ان يخرجوا من قمقم الاختلافات لأن الشعب بلغ به الطفح والضبح منتهاه ولم يعد قادرا على تحمل المزيد.
ولايجب ان تتناسوا بأي حال ان هناك الكثير من المسؤوليات والتبعات المترتبة على المعالجات والاستغراق في الصراع على شكل الدولة القادمة وتعثر العملية السياسية كل ذلك يدمر ثقة الناس بمخرجات الحوار وبالتالي من المهم الانتقال إلى الواقع والبدء بتنفيذ المعالجات الواقعية التي ستضمن تجاوب الناس مع ما تبقى من خطوات المرحلة الانتقالية.
رحمة الله تغشاك يا والدي وجميع اموات المسلمين عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.
