القلب المسافر..

محمد المساح


 -  إنحنى الدباب الصغير والتف إلتفافة سريعة.. من وسط جزيرة الشارع.. لم يكن في جوفه ركابا.. ما عدا الجذع العلوي للسائق وهو يعصر نفسه مع دوران السكان.. وبانت الجملة
إنحنى الدباب الصغير والتف إلتفافة سريعة.. من وسط جزيرة الشارع.. لم يكن في جوفه ركابا.. ما عدا الجذع العلوي للسائق وهو يعصر نفسه مع دوران السكان.. وبانت الجملة واضحة من كلمتين وبخط جميل على الزجاج الخلفي للدباب.. «القلب المسافر».
> وقعت الجملة في نفسي.. وحين حاولت التدقيق في الرؤية.. إذا كانت تلك العبارة تؤطرها دائرة من الخط أو رسما لقلب طائر في زجاج الدباب.. دخلت سيارة فحجبت عني متابعة بقية التفاصيل غاب الدباب مع صاحبه.. وظلت الجملة عالقة في نفسي معجب بالاختيار من جانب ذلك الشخص الذي أختارها عنوانا لدبابه وتتابعت في الذهن انطباعات متداخلة لوقع تلك العبارة القصيرة.. فتصورت ذلك «الدباب الصغير» ومنظره عند الالتفاف السريع أنه قد طار في السماء.. وغاب عن البصر في سفر بعيد.. غير عابئ بجاذبية الشارع.. مخترقا ذلك القانون لأن القلب على سفر.. ثم تتابعت بعضا من الأسئلة.. مثل وهل القلب يسافر فجاوب القرين الملعون في داخلي طبعا القلب يسافر ليصل إلى الرجاء والمطلوب. ولنفرض أنه وصل إلى مطلوبه ألا يسافر بعدها إلى مكان آخر..
وهل يستقر القلب في مكان محدد.. أم طبيعته السفر الدائم.. حتى ولو كان مقيما دائما في المكان أو في قلب وادع يحتويه ظلت الأسئلة تتدافع تفرض فرضيات ولا تجيب لكن العبارة ظلت في الذهن تظهر وتغيب.. «القلب المسافر» ذلك القلب.. الذي لا يتعب من السفر حتى يصل إلى نهاية الحد من السفر.

قد يعجبك ايضا