صنعاء والوايت

أحمد غراب

 - استيقظت من النوم كما تستيقظ كل الشعوب المحبة للسلام وذهبت لأغسل وجهي كما تفعل كل الشعوب المحبة للنظافة فلم أجد ماء .
استيقظت من النوم كما تستيقظ كل الشعوب المحبة للسلام وذهبت لأغسل وجهي كما تفعل كل الشعوب المحبة للنظافة فلم أجد ماء .
نسيت أن أخبركم إنني أعيش في صنعاء منذ أسابيع لم يزرنا مشروع الماء ولا اعرف ماسبب انقطاعه ¿ ولهذا اتصلت لبرنامج ما يطلبه العاطشون في الإذاعة وطلبت أغنية حبوب حبوب لاتشرب مابش لهذا العطش داعي وأهديتها لمؤسسة المياه .
والماء في اليمن ثلاثة أنواع :
1 ـ ماء تبخر وهو ماء المشروع
2 ـ ماء مبخر وهو ماء البحشامة والرومانسية
3 ـ ماء مسخر يذهب لناس وينقطع عن آخرين
العجيب أن الماء الذي لم يعد يصل إلى بيوتنا إلى برأس الأسبوعين حسنة متوفر فوق الوايتات في الشوارع وحكاية انعدام الماء في البيوت وتوفره في الشوارع تذكرك بحكاية مشابهة لها تماما وهي انعدام الكتب في المدراس وتوفرها في أرصفة الشوارع .
وتحتاج اقل عائلة تسكن في صنعاء إلى وايت مياه يوميا والوايت بما يقارب الثلاثة آلاف ريال يعني تسعين الف شهريا حق الماء.
كلما جاء مواطن يفتح سيرة انقطاع الماء إذا بمؤسسة المياه تفتح له مجلد خمسين الف ورقة وتحدثه عن مديونية تصل إلى مليارات طيب انا ايش دخلي بمديونيتكم هذه إذا كنت أسدد أول بأول فواتير المياه ¿ وايش ذنبي ادفع ضعفي معاشي الحكومي لكي اوفر الماء للبيت.
ناقص يكتبوا في الفاتورة والله لوما الديون كثرت لاشل واسقيك من عيني.
ومن العجب العجاب انك تسمع في ظل حالة العطش الذي تعيشه العاصمة عن أن هناك من يحفرون ارتوازات في العاصمة لاستخراج مياه معدنية وتصديرها إلى الخارج.
والسؤال إذا كانت الجهات المختصة على مستوى عاصمة الجمهورية اليمنية لم تستطع أن توفر خدمتي الماء والكهرباء في العاصمة فكيف نتوقع الخدمات في بقية المحافظات
اعتقد أن الخدمات الأساسية الضرورية هي خطوط حمراء ولاينبغي بأي حال التساهل إزاء من يتسبب في تعثرها لأنها تعني حياة الناس .
مع الآسف الشديد الضمير الغائب مش ناوي يرجع خرج ولم يعد إلى هذا البلد والضمير المتصل كلما اتصلنا فيه وجدناه خارج نطاق التغطية وأن وأخواتها تتضارب مع كان وأخواتها ولا احد يهتم بمعاناة الناس سواء مع الماء أو الكهرباء أو الفلتان الأمني الذي صار يأكل الأخضر واليابس .
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي

قد يعجبك ايضا