أعباء المراحل الانتقالية
باسم الشعبي
-المؤامرة على الربيع العربي كبيرة من قبل المتربصين الذين قامت الثورات عليهم ومن قبل الخائفين من رياح التغيير.
سيفعلون كل ما في وسعهم لإجهاض الربيع العربي وتشويهه وتشويه رموزه والتضييق عليهم لكن في الأخير ستنتصر سلمية الربيع على عنجهية ودموية المتربصين والخائفين وستواصل رياح التغيير هبوبها على المنطقة ومن المتوقع إن يحدث خلال العشر السنوات القادمة الكثير من المفاجآت والتحولات على الصعيد السياسي في المنطقة..
ليس بيوم وليلة يمكن أن تبرز وتنضج ثمار الربيعفحتى تتضح الصورة وتبدو معالم الدولة العربية الوطنية التي يستهدف الربيع إقامتها يحتاج الأمر لعدة سنوات ربما عشر وربما أكثر.
-ما حدث في مصر هو ردة فعل المتربصين والخائفين من رياح التغيير في المنطقة غير أن استمرار المسيرات والمظاهرات في مصر سوف تسقط الانقلاب الذي نفذه العسكر على قيم الربيع الديمقراطية والسلمية فللربيع قوة ذاتية ستقاوم كل مؤامرة وانقلاب وستنتصر عليه.
-من المؤسف أن تظل القيادة السياسية وقوى الثورة في اليمن مشغولة بالفلول وهي التي قبلت التنازل عن المحاكمة ومنحت الحصانة وقبلت الشراكة في السلطة وكان بمقدورها الخلاص من أية أعباء تواجهها العملية الانتقالية بإحالة القتلة إلى المحاكم المحلية أو محكمة الجنايات وسيقف خلفها الشعب كله.. لكن هذا لم يحدث وبدأ رئيس الجمهورية مؤخرا منزعجا من الرئيس السابق مطالبا بإخراجه من البلاد وهو الذي وقف مدافعا عنه مانعا يد العدالة من الاقتراب منه أثناء إبرام الصفقة السياسية وبعدها.
-بمقدور الثوار التصعيد والتلويح بورقة المحاكمة وإسقاط الحصانة هم وحدهم القادرون على ممارسة الضغط لضمان استكمال مراحل التغيير من دون عراقيل وإعاقات قد تؤثر على مسار التحول الذي تمر به البلاد وتساهم في إخراجه مشوها.
-الشراكة في السلطة رغم ايجابيتها لها سلبيات كثيرة أيضا من ضمنها أن الحكومة معطلة وغير قادرة على العمل بسبب عدم الانسجام كما يبدو بين أعضائها وضعف شخصية رئيسها الذي يقف عاجزا غير قادر على أن يوضح للناس أسباب فشل حكومتهمع أن هذا أمر عادي في ظل وجود ثورة أي يفترض بأي مسؤول غير قادر على تقديم شيء للناس أن يعترف أو يوضح حتى لا يخسر تعاطف الناس ويتيح الفرصة للآخرين ولا أعتقد أن البلد عاجزة.
-أعود للمؤامرة على الربيع العربي وأقول أن القوى السياسية في اليمن حمت نفسها بالتسوية السياسية والشراكة لاسيما “الإخوان” ليفوتوا الفرصة على المتربصين والخائفين من تكرار المشهد المصري لذا على القوى السياسية الحفاظ على هذا التجانس لاسيما الأخوة في اللقاء المشترك ولا يدعوا أحداث مصر تؤثر على شراكتهم السياسية فتقود إلى فرز أيديولوجي مقيت ومدمر.
-مع ذلك المؤامرات ستظل تطارد الربيع العربي وقد يمنع اليمن من إقامة دولته الجديدة المستقلة أو التوصل إلى اتفاق نهائي حول القضايا العالقة ومحل الخلاف حتى تستبقي هذه القوى أوراق تلعب بها أو تواجه بها خصومها في الداخل مع ذلك اليمن عبر الحوار أعتقد أنه يسير إلى خلاص محتوم بإذن الله والحل أصبح اليوم بيد اليمنيين أنفسهم وهم وحدهم القادرون على إغلاق ملفات صراعاتهم وخلافاتهم عبر الحوار الذي يسير صوب إنجاز حل تاريخي يكلل جهود الشباب وتضحياتهم في إطلاق الثورة وقيادتها والحفاظ عليها.
-مرة أخرى الربيع العربي قوة ذاتية ستقاوم كل المؤامرات والانقلابات التي تهدف إلى منع القوى الثورية من بناء الدولة الوطنية لكن على قوى الثورة في مصر واليمن وتونس وغيرها أن تعي أن الشراكة في مثل هذه المرحلة مهمة جدا للعبور بالسفينة إلى بر الأمام حيث تشهد الدولة خلال المراحل الانتقالية شيئا من الضعف وعدم الاستقرار بحاجة إلى تكاتف الجميع وتحمل المسؤولية من قبل الجميعحتى تتهيأ الظروف الطبيعية لإعادة بناء الدولة الوطنية وفق شروط عصرية يتقدم فيها المشروع الوطني الإنساني على المشاريع الأخرى.