أيها الأمل أين أنت.. أيها الوطن ماذا بقي منك¿

خالد الرويشان


 - عندما تقاطر الملايين من اليمنيين صبيحة 21 فبراير 2012 لانتخاب رئيس جديد كانوا ممتلئين بالوطن مفعمين بالأمل في مشهد لا يتكرر بسهولة في حياة الشعوب الحية العظيمة. كانت تلك الملايين أكبر من الأحزاب والجماعات السياسية وكان حماسها لل

عندما تقاطر الملايين من اليمنيين صبيحة 21 فبراير 2012 لانتخاب رئيس جديد كانوا ممتلئين بالوطن مفعمين بالأمل في مشهد لا يتكرر بسهولة في حياة الشعوب الحية العظيمة. كانت تلك الملايين أكبر من الأحزاب والجماعات السياسية وكان حماسها للمشاركة نابعا من حبها للوطن وخوفها عليه.. وفي العادة فإن حماس الملايين لا يتأتى إلا بالتنافس والعصبية السياسية والاجتماعية.. لكننا شهدنا ما لم يكن متوقعا في انتخابات غير تنافسية! شهدنا أكبر مشاركة سياسية في تاريخ اليمن!
الآن وبعد مرور سنة وسبعة أشهر بالكمال والتمام.. لنا أن نتساءل.. هل ما تزال تلك الملايين ممتلئة بالوطن مفعمة بالأمل¿!.. أو بالأحرى.. ماذا بقي من الوطن¿.. وهل ثمة أمل ما يزال¿.. للأسف القاهر أن الوطن غائب بين براثن المتحاورين.. والأمل لاغب بين مخالب المتقاسمين!
لا يمكن لأضواء الموفنبيك الزاهية أن تشرق في عيني وأنا في الظلام!.. عشرون ساعة متصلة بلا كهرباء!.. ولا يمكن لتصريحات المتحاورين الكئيبة الغامضة أن تملأ قلبي بالأمل.. كما لا يمكن لإطلالة جمال بنعمر أو العشرة الرعاة الداعمين الضامنين أن تعيد الوطن إلي وإلى أطفالي وأصدقائي من الشعراء والفنانين!.. منú يعيد الوطن إلى شارعي التائه الغريب ومدينتي المضرجة بدماء الجنود الفقراء البسطاء!
رعاة وداعمون وضامنون!.. ماذا يرعون بالضبط¿.. ومن يدعمون¿.. وماذا يضمنون¿!.. أين الرعاية¿.. وأين الدعم وأين الضمان¿.. شعب اليمن يعاني أيها الرعاة المحترمون!.. ما أكثر شعاراتنا نغطي بها تقصيرنا وفشل إدارتنا وغفلة عقولنا!
دون إعلان رعاية أو دعم أو ضمان تم دعم مصر بسبعة عشر مليارا في يومين!.. ليس حبا في علي ولكن كراهية في معاوية!.. أما نحن فإن علي ومعاوية وعمرو وأبا موسى.. أبا موسى الطيب! ومروان وزياد مشغولون بالتقاسم!.. يتقاسمون فتات الجرائد والقنوات وأقسام الشرطة وإدارات المدارس!.. يتقاسمون ويتناهشون كل شيء.. حتى الهواء!.. بينما يتركون نفطهم يحترق ويفيض هباء في الصحراء عرضة لكل أفـاق ومجرم!.. ثمانية مليار دولار ذهبت أدراج الإهمال على الرمال خلال سنتين!.. بينما نتحاور!.. وكأن الحوار يمنعنا أن نقيم دولة!
نحتفي بالملاكمين ونضرب عرض الحائط برجالات اليمن ومؤرخيه وعلمائه وبأروع ما أنبتته جبال اليمن ووديانها من العقول والتجارب والوطنية!
كيف بددúنا الأمل وشتـتـúنا الوطن في صدور الملايين!.. نسينا أن الشعب هو الراعي والداعم والضامن.. وأن ثقته التي أعطاها ذلك الصباح هي الزاد الذي لا ينفد والعزم الذي لا يتبدد!
لماذا لا نتألم لكل مواطن لا يجد سريرا في مستشفى.. بينما نجهز الطائرات والدولارات لإسعاف ديناصورات السياسة وعواجيز العراك!
لماذا لا نفتح حوارا موازيا علنيا ومنظما للشعب كله وليس فيفتي فيفتي! كي يقول الشعب كلمته ورأيه! فالمصير هو مصير الشعب كله وليس مصير مجموعات وأحزاب سياسية ومراكز اجتماعية ومناطقية لا ترى أبعد من قدميها!.. لماذا نـصöر على زرع ألغام جديدة للمستقبل¿!.. لماذا نبقي على وزراء فاشلين ومحافظين غائبين.. ولماذا لم نحاسب قتلة جنودنا وضباطنا¿.. أو نعاقب مجرما واحدا على الأقل ضرب كهرباءنا وفجر أنابيب نفطنا¿!
الآن فهمنا السيناريو!.. يبدو أن المخطط هو أن نصل إلى قاع الهاوية.. إلى مجتمع اللادولة! وقد وصلنا! فقط كي يقول إخوتنا.. دعوúنا في حالنا! أنتم غير أهل لنا! أنتم بلا دولة!.. وكنت أظن أن هذا السيناريو أبúلد من أن يقنع أحدا! ولكن التكرار يعلم الشطار! والإصرار يقنع الصغار والكبار!
ما أمر الأحزان غائرة والأشجان ثائرة!.. وأنا أتساءل.. أيها الأمل أين أنت.. أيها الوطن ماذا بقي منك!

قد يعجبك ايضا