أحذروهم!!

حسين محمد ناصر


 -  عندما زادت نبرة التحريض والنفاق من على شاشة إحدى القنوات الفضائية المصرية وبعد أن افرغت كل شحنات الكراهية في أوساط المجتمع وظنت أن هجومها على هذا الطرف المسيطر والقوي سيقابل بنفس صمت الطرف الآخر الذي اشبعته ذما وتخوينا وألبت عليه مشاهديها جاء الرد بوقف بث هذه القناة وحبس صاحبها!!
لقد ظن

> عندما زادت نبرة التحريض والنفاق من على شاشة إحدى القنوات الفضائية المصرية وبعد أن افرغت كل شحنات الكراهية في أوساط المجتمع وظنت أن هجومها على هذا الطرف المسيطر والقوي سيقابل بنفس صمت الطرف الآخر الذي اشبعته ذما وتخوينا وألبت عليه مشاهديها جاء الرد بوقف بث هذه القناة وحبس صاحبها!!
لقد ظن هذا الصنف من الإعلاميين وأمثاله أن التملق والنفاق لمن هم في الحكم هما الوسيلة التي تضمن تحقيق مصالح وأهداف غير مشروعة شأنه شأن المتملقين الآخرين في أي مجتمع ودولة ونسى أن المتملق في العادة يكون شخصا عديم الامكانيات والمعارف والتجارب لا يثق بنفسه ولا بمقدراته السطحية دائما وأن التقرب إلى ذوي القرار والحكم للحصول على امتيازات ومميزات وأشياء لا يمكن له نيلها دون ذلك التزلف والنفاق والمجاملة وإذا كان البعض قد وصل إلى تلك المكانة من خلال الرياء والزيف وتصوير الواقع بصورة غير صحيحة وغير ما هي عليه في الحقيقة فإن ذلك لن يستمر طويلا وسرعان ما سينكشف وتبدو الصورة والقدرات الحقيقية له كما هي إن عاجلا أم أجلا.
يقال إنه عندما نوى معاوية ابن ابي سفيان توليه ابنه يزيد جاءه رجل إلى مجلسه وقال: أعلم أنك يا أمير المؤمنين إن لم تول ولدك يزيد هذا الأمر لضاعت أمور المسلمين ولأن معاوية من دهاة العرب يعرف خصائص الرجال وأبعاد أقوالهم التفت إلى الأحنف بن قيس الذي كان جالسا إلى جانبه وقال ماذا ترى يا أبا بحر¿! فأجابه الأحنف: أخاف الله إن كذبت وأخافكم إن صدقت!! لكن ذلك الرجل الذي تملق معاوية أفصح سبب ذلك التملق بقوله: إن هؤلاء قد استملكوا المال والسلطة وليس هناك سبيل للحصول على بعض منها ولا يمثل ما قلت!!
ويقال أيضا إن أول كلمة نفاق قيلت بوجه حاكم هي تلك التي قالها وزير الخليفة المتوكل عندما رأى هذا عصفورا وأراد رميه فطلب قوسا وسهما لهذا الغرض وكان له ما أراد فوجه السهم إلى العصفور ولكنه أخطأه وهنا قال له الوزير: أحسنت فألتفت المتوكل إليه قائلا: أتهزأ بي.. فقال الوزير: «أحسنت» إلى العصفور بعدم قتله!!
والشخص المتملق يبحث دائما عن مصلحة خاصة هي بالأساس ليست له ولا يحق له الحصول عليها فيصبح الكذب والرياء والتمجيد ووصف الحاكم بصفات مبالغ فيها وقد لا تكون فعلا موجودة في شخصيته هي الأساليب المؤدية إلى نيل تلك المصالح والأخطر من ذلك إن هو استخدم الدس والافتراء والتشويه بحق الآخرين ممن قد لا ينتمون إلى حزب هذا الحاكم أو خطه السياسي أو حاشيته بهدف إسعاده ونيل ثقته وإرضائه دونما إدراك أن في هذا الفعل خطرا على الآخرين ومصالحهم وأسرهم ومستقبلهم.
وإذا كنا قد أوردنا مثلا على تلك القناة مثيرة الفتنة في مصر بسبب خطابها السياسي المتطرف فإننا نرى في الوطن بعضا من صحف وقنوات وأشخاص يقومون بدور القناة المصرية مع أن الواقع أثبت فشل كل السياسات التي مارسوها وزيف خطابهم الممجوج والممل الذي لم يعد يقنع أحدا في المجتمع وبالطرف الآخر نرى سيرا على نفس المنهاج السابق نخشى أن يصبح يوما ما سياسة ثابتة لم تستفد من الأخطاء والسلبيات بل زادت تعميقا لها في جوانب عدة في بناء الدولة والمؤسسات والتعامل مع الكادر وإدارة شؤون الحكم.

قد يعجبك ايضا