موطن قصر غيمان (المقلاب) وموطن أسعد الكامل
■ محمد محمد عبدالله العرشي
أخي عضو لجنة الحوار.. هل تعرف بني بهلول في محافظة صنعاء¿ إخواني وأولادي هل تتفقون معي أنه قبل أن نتحاور يجب علينا أن نعرف بعضنا البعض وقبل أن نتحاور يجب علينا أن نعرف اليمن بتاريخها وجغرافيتها وثرواتها وعلمائها وأعلامها وأدبائها وزعمائها وقبل أن نقسمها يجب علينا تاريخيا أن نعرف أن أي دعوة للتشطير ستفشل ويعود اليمن قويا و هذا ما أثبته تاريخ اليمن في عهد دولة سبأ ودولة حمير قبل الإسلام وبعد الإسلام من بداية الدعوة الإسلامية إلى تاريخنا المعاصر سواء في عصر الملوك أو السلاطين أو الأئمة أو الرؤساء وأن أي دعوة للتخلي عن الهوية اليمنية إنما هي دعوة شاذة ليس لها أي قبول عند عموم أفراد الشعب اليمني ولا يشجعها إلا أعداء الشعب اليمني وأعداء الدول العربية وعلى رأسها إسرائيل التي تريد أن تفقد الهوية اليمنية كما تريد أن تسقط الهوية الفلسطينية..
لها بهجة ولها منظر
بها كان يقبر من قد مضى
من ابائنا وبها نقبر
إذا ما مقابرنا بعثرت
فحشو مقابرنا الجوهر
بني بهلول
وردت في (لسان العرب لابن منظور وشمس العلوم لنشوان الحميري) بني بهلول: البهúلول من الرجال: الضحاك. وأنشد بن برى لطفيل الغنوي:
وغارة كحرöيقö النارö زعúزعها
مöخúراق حرب كصدúرö السيúفö بهúلول
والبهلول: العزيز الجامع لكلö خير. والبهúلول: الحيي الكريم ويقال امرأة بهلول.
وقد ورد في كتاب (معجم البلدان والقبائل اليمنية) للأستاذ/ إبراهيم المقحفي أن بني بهلول مديرية من مديريات محافظة صنعاء( ولكن في التقسيم الإداري الجديد أصبحت اسمها مديرية سنحان وبني بهلول) وكانت تقع مديرية بني بهلول في الجهة الجنوبية بمسافة نحو 22كم. ومركزها مدينة (غيمان) الأثرية. أما أهم قراها فنذكر منها : عöناقه صرفه وادي جبúيب بهúران بيت عقب.
وورد في كتاب (معالم الآثار اليمنية) للقاضي حسين بن أحمد السياغي أن ناحية بني بهلول هي ناحية متصلة بسنحان من جهة الجنوب وكانت قديما تابعة لذي جرة. وأن في هذه الناحية آثارا شهيرة في غيمان. وتبعد عن صنعاء نحو عشرين كيلومترا. وكانت محل الملك أسعد تبع الحميري وكرسي ملكه ومن تبعه من الحميريين وفيها قبورهم. وهذا ما ذكره الباحثون قديما وحديثا وتحدثوا عنه كثيرا ونقلوا من آثاره وترجموا كتاباته. ومما نقلوا منه تمثال رأس المرأة المصنوع من البرونز بالصنعة العجيبة الدقيقة وإبداع التصوير لقسمات الوجه وشعر الحاجبين وأهداب العينين مما يدهش له.
ومن أهم المعالم الأثرية والتاريخية في بني بهلول:
غـيـمـان: بلدة تاريخية قديمة في بني بهلول بالشرق الجنوبي من مدينة صنعاء بنحو 16كم. ما زالت آثارها ماثلة للعيان وهي قرية تحتوي على خرائب يعود تاريخها إلى عصور ما قبل الإسلام. وجاءت تسمية غيمان –قديما–كاسم لقبيلة كانت تتخذ من أراضي بني بهلول –تقريبا–مقرا لها وقد أطلق الإخباريون – وفي مقدمتهم الهمداني – هذا الاسم فيما بعد على الأكمة التي تقع فيها الخرائب. “فبنو غيمان” كانوا يشكلون “أذوائية” في جنوب أراضي قبيلة سمعي الكبيرة وشمال أراضي قبيلة ذي جرة وقد لعبوا أدوارا في تاريخ اليمن القديم –خاصة– في (القرون الميلادية الثلاثة الأولى) ويندرجون تحت لواء الدولة السبئية فقد ساندوا الدولة السبئية في حروبها التقليدية مع الحميريين الريدانيين حيث أوكلت إليهم حماية القصر “سلحين” عندما كان الملك في صنعاء ثم أوكلت إليهم محاربة قبائل ذي جرة وبنى شداد اللذين تقع أراضيهم في جنوب أراضي الغيمانيين وقد انتصروا في حروبهم ووصلوا إلى بينون المشهورة كما وصل نفوذهم في الدولة السبئية إلى الحد الذي اعتلى العرش السبئي قيل غيماني هو “انمار يهامن” في نهاية (القرن الثاني الميلادي). وغيمان المدينة الآن تحتفظ بالعديد من الخرائب أهمها تلك التي تقع على الأكمتين الملتصقـتين اللـتين تشرفان من كافة جوانبها على سهل فسيح ذي أراض زراعية خصبة وأهمهما الأكمة الغربية التي يوجد عليها بقايا أساسات لمبنى ضخم مما دعا “الهمداني” إلى إطلاق مصطلح قصر على خرائب هذا المبنى. وتدل بقايا الأساسات لهذا المبنى أنه كان مستطيل الشكل احتل مساحة قمة التلة –الأكمة–كاملة تقريبا وقد كانت له ثلاث طرق قديمة يتم الصعود من خلالها إلى المبنى من قاع السهل المحيط بالأكمة أو التل أحدها طريق غربية تصل إلى بوابة المبنى الشمالية