المرأة ليست نصف المجتمع

أ.د. عبد الله الذيفاني

 - تعبنا من سماع المقولة المملة غير المنصفة أن المرأة نصف المجتمع فهذه مقولة ظالمة فالمجتمع يمكن أن يعيش معتمدا على نصفه وقد لا يحتاج إلى النصف الأخر فالمرء يمكن أن يأكل نصف التفاحة أو يأكلها كاملة أو بعضها ولكنه لا يستطيع أن يستغني عن الطعام والشراب والنوم فهذه منظومة تقيم طاقته وتشده وتمكنه من الحياة والدأب والتفاعل
تعبنا من سماع المقولة المملة غير المنصفة أن المرأة نصف المجتمع فهذه مقولة ظالمة فالمجتمع يمكن أن يعيش معتمدا على نصفه وقد لا يحتاج إلى النصف الأخر فالمرء يمكن أن يأكل نصف التفاحة أو يأكلها كاملة أو بعضها ولكنه لا يستطيع أن يستغني عن الطعام والشراب والنوم فهذه منظومة تقيم طاقته وتشده وتمكنه من الحياة والدأب والتفاعل
فالمرأة ليست ترفا زائدا يكمل النصف الآخر الأساسي بل هي متداخلة تماما مع كيان الرجل كما هو الرجل متداخل تماما مع كيان المرأة ويشكلان بهذا التداخل والتكامل دائرة فعل واحدة لا يمكن لأي منهما الاستغناء عن الآخر والسير في حياته وإنتاج أفعاله وعواقبه بعيدا عن الآخر فالتكامل في الأدوار والتكامل في الفعل والمنتج هو أساس هذا المخلوق” الإنسان” الذي خلقه الله من نفس واحدة وخلق منها الزوج ثم بث الله سبحانه وتعالى منهما أي من الذكر والأنثى رجالا كثيرا ونساء..
والمدرك لهذه العلاقة التي كونها الصانع الحكيم يدرك أنها علاقة قائمة على الشراكة وقائمة على حاجة كل طرف للآخر وقائمة على التوحد في الوعي بالدور والشراكة وبأن الحياة لا يمكن أن تستقيم إلا بهما وأن تعطل دور تعطلت الحياة. ومن ثم فهي أي المرأة ليست نصفا مشلولا كما يحلو لبعض المناصرين لقضايا المرأة القول بل هي جوهر الحياة مع الرجل والشلل إن أصاب أحدهما يصيب الطرفين معا..
فالدعوة التي نراها موضوعية هي دعوة الشراكة القائمة على الوعي بالمسئوليات والواعية بالحقوق والواجبات فالمرأة إن أصابها الشلل وهي الأم فإن الشلل سيصيب الأبناء ذكورا وإناثا والمرأة إن أصابها الشلل فكيف للرجل أن ينجب وينتج ويتحرك ويتفاعل بامرأة مشلولة.
إن القضايا التي كونها الله سبحانه وتعالى في الإنسان ويميز فيه الشركاء بخصائص عضوية وخلقية لا نملك تغييرها ولا يمكن لقوانين الدنيا أن تحدث هذا التغيير وتضع كل في موضع الآخر وعلى الجميع القبول بهذا والتعامل معه على أنه مزايا يتمتع بها كل طرف وهي في الأصل والمحصلة تفيد الآخر وتجعل حياته أفضل بتفاعل الطرفين والانتفاع بما لدى كل طرف باعتبار الشراكة التي تتجاوز المشاركة وتقفز على المعاني قصيرة المدى ومحدودة الأبعاد
فهل يتوقف الحديث عن نصف المجتمع وينتقل الحديث إلى المجتمع الموحد بدائرة فعل واحدة وهل يدرك الناس لماذا وضع الله سبحانه وتعالى اليتيم في وضع خاص ألم يكن ذلك لافتقاد اليتيم رعاية كاملة يقوم بها طرف الشراكة واليتم حالة إنسانية يقر بها المجتمع كله فهل يريد هؤلاء القائلون بأن المرأة نصف المجتمع وهو نصف غير فعال أن يعيش المجتمع حالة يتم دائمة..
إن علينا وعلى الذين يتحلقون على طاولات الحوار أن لا ينجروا وراء المصطلحات والمفاهيم وأن يعملوا عقولهم في كل ما يخدم هذا الوطن ويؤدي إلى تماسك نسيجه الاجتماعي والبعد عن كل ما يؤدي إلى الفصل والتمييز جريا وراء مكاسب في ظاهرها الرحمة وفي باطنها ومن قبلها العذاب
والله من وراء القصد

قد يعجبك ايضا