نيمار 2014م!
عبدالرحمن بجاش
لا استطيع تخيل أن يوجد إنسان يعي ما حوله لا تعجبه كرة القدم ولا يشاهدها ,وان عذرت محمد القعود الذي لا يطيقها!, زميل عزيز آخر عندما يسافر إلى الخارج يخبىء ما استطاع من القات المدقوق بين ملابسه ويخزن حتى في نهاية الكون, قال لي : وأظل مستغربا كيف يستطيع الناس هناك أن يحيوا بدون قات! وقال : أظل أتفرج للوجوه بإمعان واحدث نفسي (شوف على هبالة!), وبالمقابل أنا أظل مستغربا ومشدوها حين اسمع من يقول ( ايش من كره ايش من كلام فاضي ) !!! , وتبعا لذلك سأجن إذا قال أحدهم أنه لم يسمع بالبرازيل أو بيليه أو سقراط أو فالكاو أو زيكو او ريفيلينو او روماريو أو أو .
في العام 2002م عادت البرازيل من اليابان وكوريا وبين يدي رونالدو كاس العالم للمرة الخامسه , وما أن أطلت الطائرة على ريودي جانيرو حتى ضجت البرازيل كلها بدون فوارق اذ أن الكرة توحد فقراءهم بأغنيائهم, هتفت لحظتها لرونالدو ورفاقه أن عادوا بكاس العالم الذي تغير اسمه من بعد أن احتفظت بكاس جول ريميه إلى الابد البرازيل بعد فوزها به لثلاث مرات متتاليه 58 , و62 , و70 عام تألق قيصر الكرة بيكنباور الألماني إلى جانب بيليه جوهرة البرازيل في الكأس بالمكسيك !! .
ما إن دوت البرازيل تهتف قرر الرئيس أن يعفي المنتخب لفرحته به من رسوم الجمارك في المطار ,لكن الفرحة بالكأس لم تدفع بمدير المطار لأن يوافق على ما ( وجه ) به الرئيس , قال يومها ( كلنا نفرح بالكأس ) ونغضب للخروج عن القانون , لذلك فلن يعفى أي لاعب وعلى الرئيس أن يعتذر !!, وهو ما حصل إذ اعتذر الرئيس من على الشاشة للشعب البرازيلي !! . تنام البرازيل كرة وتحلم كرة وتصحو على صوت الهتاف لبيليه الجوهرة السوداء التي لا تزال تنجب كل لحظة جوهرة بيضاء أو سوداء لا فرق من بيليه إلى ريفلينو إلى روماريو إلى نيمار آخر طبعه !!, والبرازيل أم المفاجآت كما هو رئيسها السابق لولا دي سيلفا الذي قال له الشعب البرازيلي بعد أن نقلها إلى المرتبة الثامنة اقتصاديا ( عدل الدستور لننتخبك) قال … لا … هناك من هو أجدر مني فجاءت رفيقته من حزبه ديلما روسف, قالها أيضا رونالدينهو, ورونالدو ( هناك من سيأتي بعدنا فوداعا) , ويوم الأربعاء الماضي قدر لي أن أشاهد مباراة في بوسطن بأميركا بين برازيل أميركا اللاتينية وبرازيل أوروبا البرتغال بدون رونالدينو , ولاحظ فهم يتحدثون اللغة الاسبانية!! وخلال 90 دقيقة استمتعت ببيليه الأبيض ( نيمار ) , يا الله فبعض اللاعبين يقنعك بان الكرة فن قائم بذاته وبالمقابل هناك من يقنعك بأنها مثل الملاكمة العالمية التي سمعنا عنها عندنا مجرد رفس وضرب ومسؤولين يستفيدون !!! ويصرخون ويولولون أن اليمن انتقلت إلى مصاف الدول الأكثر تطورا بسلقها حاجة اسمها بطولة العالم لل!!!!!!!!, وبرغم أن البداية كانت برتغاليه باقتناص ( ميرليس) أول أهدافها إلا أن نيمار عزف خلال الوقت المتبقي من الشوطين أجمل سيمفونية على البساط الأخضر ظللت بها سمعا وبصرا مشدوها إلى قدميه ورفاقه ليخرجوا بـ 3 مقابل 1 ولا أجمل … لأخرج بقناعة سجلوها بان كاس 2014م في البرازيل سيكون برازيليا !!!