زواج الصغيرات .. قصور الوعي واهتزاز الضمير
تحقيق : زهور السعيدي

الطفلة “روان ” توفيت الأسبوع الماضي بمنطقة حرض متأثرة بجروح عميقة وتمزق في الرحم ليلة دخلتها بعد زواجها من شخص
في الأربعين من عمره.
“روان ” البالغة 8 سنوات والتي خطفها الموت مبكرا من احضان من اغتال برائتها واخذ حياتها إلى غير رجعة ..ربما كان الموت بها أرحم من أسرتها التي قادتها إلى نهايتها وربما كان الموت ارأف بحالها من ذلك الوحش الذي انتهك طفولتها وانتزع حياتها ..
عادات قبيحة
لقد أثار موت الطفلة روان قضية “زواج القاصرات ” واللاتي يدفعن حياتهن ثمنا لهذه العادات والتقاليد القبيحة التي ما زالت مستمرة في أرياف بلادنا و تشير التقارير بوجود(8 ) حالات وفاة في اليمن (يوميا) بسبب زواج الصغيرات وتأتي حادثة الطفلة روان بعد ان نفذ البرنامج الاجتماعي السياسي الجديد لبيت الموروث الشعبي الحملة الوطنية لإنقاذ القاصرات التي هدفت إلى الضغط على الجهات المعنية وصناع القرار لتحديد سن الزواج بـ 18 عاما واستهدفت بحسب مختصين كل بنات اليمن وحمايتهن عن المخاطر الناجمة عن هذا الزواج المبكر والذي من شانه ان يؤثر على الفتيات القاصرات صحيا اجتماعيا وسياسيا.
الطفلة الأم
مرام أم لطفلتين تبلغ اكبرهما 14 عاما تسرد حكايتها المأساوية والتي تحولت حياتها الزوجية كما تقول إلى كابوس مخيف وإلى مشكلة عجز الكل عن حلها تقول مرام : تزوجت وعمري 10 سنوات فرحت كثيرا حينها لم اكن اعي ما هو الزواج ولكني عانيت كثيرا من الاوجاع والآلام وترددت على الكثير من المستشفيات للعلاج وانجبت ابنتي وعمري 13 سنة بعملية قيصرية بعد أن تم توبيخي وزوجي من قبل أخصائية التوليد ” دكتورة روسية ” بسبب صغر سني .
وتقول بصوت حزين : بعد أن تزوجت بأسبوع ضربني زوجي بشدة ولكني لم ادافع عن نفسي ابدا يومها وكنت اشعر اني احبه ولا استطيع الاستغناء عنه مطلقا مهما عاملني بقسوة أو ضربني فكان دوما يضربني لاي تصرف يبدر مني وعندما ينتهي من ضربي أبكي قليلا ثم أقوم أنا بالاعتذار منه وتقبيله واذهب لاتجمل واتزين له وكأن شيئا لم يحصل .. توالى ضرب زوجي لي لدرجة انه كان يضربني بأشياء جارحة أو يأخذ حبل او عصا ويقوم بضربي ضربا مفجعا وكنت اشتكي لامه فتخبرني بأن ابنها عصبي وعلي ان احتمله وهكذا شاءت الاقدار لي ان انجب طفلتي الثانية ايضا بعملية وسط صياح وضرب وتوبيخ واهانات من هذا الزوج الذي لا يرحم لم اذكر مرة اني لجأت لوالدي أو ذهبت إلى بيت اهلي بسبب ضربه بل كنت دوما اتقبل منه كل ذلك إلى ان كبرت ووعيت وخرجت بين النساء وادركت ان معاملته لي خاطئة وانه تجاوز حدوده حاولت الوقوف ضده والدفاع عن نفسي واحترام ذاتي الذي ضيعته وضيعت هويتي معه ولكن دون جدوى فكلما كنت ادافع عن نفسي يشتد ضربه لي لدرجة ان الجيران اصبحوا يدخلون إلى المنزل للامساك به ..
وتضيف هذه الزوجة المغلوب على امرها : توفي والدي قبل ان الجأ اليه حتى مرة وقبل ان يأخذ بثأري من هذا الرجل الخبيث ولا سند لي سوى أم عجوز الجأ اليها كلما ضاق بي الحال طلبت الطلاق مرارا دون