يقتل صديقه بغرض سرقة سيارته

الأسرة / عادل بشر

تبقى الجريمة هي الجريمة بغض النظر عن أسبابها أو دوافعها أو مرتكبيها .. لكن أبشع الجرائم هي تلك التي يكون مرتكبوها من الأصدقاء ..من ائتمناهم على أسرارنا .. حياتنا.. دمائنا .. عواطفنا وكل شيء جميل فخانوها مقابل إغراءات المادة وجشع النفس البشرية..
الأسطر التالية تحكي لنا مأساة أحد الشباب اليافعين وكيف قضى نحبه غدرا على يد أحد أصدقائه الأعزاء .
بدأت تتشابك خيوط القصة عندما تلقى ضابط الشرطة بلاغا بوجود جثة في بئر فارغ يقع في منطقة قريبة من المدينة وزاد من غموض القضية تعفن الجثة وعدم معرفة هوية صاحبها كونه من غير أبناء المنطقة ..
قام رجال البحث بإخراج الجثة من داخل البئر وبعد الفحص عليها من قبل الطبيب الشرعي تبين وجود كسور في الرأس والظهر وذلك بفعل الأحجار التي كانت ملقاة فوق الجثة مما أكد الشكوك لدى رجال الأمن بأن الحادثة لم تكن عابرة وإنما هي بفعل فاعل ومخطط لها مسبقا .. إلا أن مرتكب الجريمة لم ينتبه إلى أن ذكاءه مهما كان فائقا فلا بد من وجود ثغرة بسيطة تكون سببا كافيا في الوصول إليه وفي هذه الحادثة وجد رجال البحث مع جثة المجني عليه جهاز تلفون (موبايل) كان هذا الموبايل هو الطريق الوحيد لمعرفة المجني عليه وبداية الخيط للوصول إلى الجاني..
قام رجال الأمن بعد نقل الجثة إلى ثلاجة المستشفى بشحن بطارية تلفون المجني عليه لأنها كانت فارغة بسبب انقضاء قرابة ثلاثة أيام على مقتل صاحبها وبعدها قاموا باستعراض آخر الأرقام التي اتصل بها المجني عليه والتي وصلت إليه ومن ثم الاتصال بأخر رقم مكالمة مستلمة والتعرف على صاحبها بشكل غير مباشر وبدون توضيح بأن المتصل من رجال البحث حتى لا يفقدوا الأثر إذا كان الجاني صاحب هذا الرقم ..
وفعلا استطاعت المباحث تحديد موعد مع صاحب الرقم الذي أبدى استعداده التام للالتقاء بالمتصل وتم تحديد الزمان والمكان ولكن المفاجأة كانت بأن الذي كان يرد على مكالمات البحث هو احد أقرباء المجني عليه والذي بدوره كان يعتقد بأن المتحدث هو المسبب في اختفاء قريبه المجني عليه ..
علم رجال الأمن من قريب المجني عليه أن الأخير اختفى قبل خمسة أيام مع سيارته ولا يعلمون له مكانا فقاموا باصطحاب والده إلى المستشفى للتعرف على الجثة والتأكد إن كانت لابنه أم لشخص آخر .. فتعرف الأب على جثة فلذة كبده وسقط
مغشيا عليه من هول ما رآه ..
وأثناء اخذ أقوال الأب بغرض جمع الأدلة عن ابنه المقتول وعلاقته مع الآخرين وأصدقائه تذكر الأب احد الأشخاص

الذين كان ابنه على علاقة قوية معه..
وأفاد الأب بأن ابنه كان كثير الزيارة والتردد على هذا الشخص ..
انفرجت أسارير الضابط المحقق لتأكده بأنه بات على مقربة من القبض على الجاني وذلك بان اخذ من والد المجني عليه عنوان الصديق المزعوم وتوجه مع رفاقه مباشرة إلى منزل الصديق في المدينة ولكنهم لم يجدوه وعندما سألوا عنه أهله اخبروهم انه غائب عن البيت منذ قرابة أسبوع مما زاد في شكوكهم نحوه بل وأكد من ذلك كلام أخيه الذي أفاد بأنه وجده قبل أيام وهو يسوق سيارة أخبره أنها تابعة للمقاول الذي يعمل لديه..
بدأ رجال البحث اثر ذلك بالتحري عن السيارة المسروقة وتعميم بياناتها على جميع النقاط والدوائر الأمنية باعتبارها الوسيلة الوحيدة التي ستقودهم إلى الجاني في أحد الأيام وبينما كان أحد رجل الشرطة يتجول مرتديا ملابس مدنية اقتربت منه سيارة تحمل نفس مواصفات سيارة المجني عليه واخبره السائق عن رغبته في بيع السيارة وبذكاء حاد اخبره رجل الشرطة بأنه يعرف شخصا يبحث عن سيارة بنفس مواصفات هذه واستأذنه في أن يجري اتصالا سريعا بالشخص المشتري للسيارة للتأكد منه وتحديد مكان وموعد الالتقاء به وفعلا اجرى رجل الأمن الاتصال ولكنه لم يكن لبيع السيارة وإنما كان اتصالا مع زملائه في البحث ليخبرهم بأسلوب ذكي انه وجد السيارة المسروقة مع الجاني وباستطاعتهم القبض عليه..
ثم عاد رجل الأمن إلى الجاني واخبره أن حظه سعيد لان صديقه ينتظرهم على أحر من الجمر لشراء السيارة ..
لم تمض سوى سويعات قليلة حتى وجد الجاني نفسه في قبضة أيدي رجال الأمن الذين قاموا بنقله مع السيارة إلى المدينة للتحقيق معه واستجوابه حول ملكية السيارة وعلاقته بالمجني عليه وسبب قتله له¿
بداية أنكر المتهم جميع ما نسب إليه من تهم ولكنه انهار في نهاية الأمر واعترف بأنه قاتل أعز صديق له بدافع السرقة وذلك عندما استغل ثقة صديقه المجني عليه به واستدرجه إلى هذا البئر الفارغ منذ زمن وأوهمه انه يخبئ في البئر آثارا وتحفا ونقودا وجدها مكنوزة فيه ويتطلب الأمر نقلها بالسيارة وبيعها ..
وعندما اقترب المجني عليه من حافة البئر واطل برأسه ينظر في جوفه باشره الجاني بدفعه من الخلف حتى أسقطه داخل البئر وأتبعه ببعض الأحجار التي ألقى بها فوق المجني عليه ليضمن وفاته ثم أخذ السيارة وانطلق بها

قد يعجبك ايضا