ميناء الاصطياد في‮ ‬الحديدة‮.. »‬غير صالح للاستخدام‮« الحلقة الأولى

تحقيق‮/ ‬فتحي‮ ‬الطعامي


بوابة مدفونة وحفار معطل ومجار طافحة وقمامة منتشرة ووعود رسمية لم تتحقق
– عاقل الصيادين‮:‬
صمم الميناء بقدرة استيعابية لا تتجاوز‮ ‬200‮ ‬قارب واليوم‮ ‬يتزاحم فيه‮ ‬2000‮ ‬قارب ويحتاج إلى التوسعة أو نقله إلى مكان آخر‮.‬
– صيادون‮: ‬نواجه مصيرا‮ ‬مجهولا‮ ‬في‮ ‬البحر والبر‮.. ‬والوعود لا تنفذ
يتشعب ملف الصيادين بأوجاع ومعضلات لا‮ ‬يتسع المقام لعدها والتوقف عند كل واحدة منها‮.. ‬لكن المنطلق الأول في‮ ‬هذا الملف المثقل بالمشكلات المعقدة كان الوضع المأساوي‮ ‬الذي‮ ‬يعيشه ميناء الصيد أو بالأحرى ميناء الاصطياد‮… ‬يشافه البحر أغنية الأمل‮ ‬يستقبل ويودع أفواج الصيادين بين عائدين من البحر و راحلين إليه‮… ‬هذا الميناء رغم أهميته الكبيرة للصيادين وللثروة السمكية كمجمع تسوقي‮ ‬وحلقة وصل بين المستهلك والبحر‮ ‬وممر وحيد لهذه الثروة إلا أنه عاش ظروفا‮ ‬قاسية من الإهمال ليصبح اليوم‮ ‬غير صالح للاستعمال‮ – ‬حسب تعبير الصيادين‮ – ‬إذ‮ ‬يعاني‮ ‬وضعا‮ ‬مأساويا‮ ‬سنقدم تفاصيل معاناته في‮ ‬سطور حلقتنا الأولى من تحقيقات قضية الصيادين في‮ ‬البحر الأحمر ابتداء من الميناء ومرورا‮ ‬بأطفال الصيادين الذين‮ ‬يقاسمون الآباء مراكب الصيد والخوف والليالي‮ ‬في‮ ‬عباب البحر‮ ‬وكذا معاناة الصيادين في‮ ‬البحر في‮ ‬ظل تراجع الثروة السمكية في‮ ‬المياه اليمنية وصولا للصيادين المختطفين في‮ ‬دول الجوار الأفريقي‮ ‬نتيجة وصولهم للمياه الاقليمية وغيرها من قضايا الصيادين اليمنيين‮.‬

مخلفات الصرف الصحي‮ ‬أكوام القمامة تملأ ساحته‮ ‬ومنفذ الميناء البحري‮ ‬في‮ ‬طريقه للانسداد بسبب تراكم التراب وتعطل الحفار الخاص بإزالة تلك الأكوام الترابية‮ ‬والسقف لم‮ ‬يعد صالحا‮.. ‬كما أن ثلاجة الأسماك هي‮ ‬الأخرى تعطلت‮.. ‬هذا هو المشهد العام والواقع المرير لميناء الاصطياد في‮ ‬الحديدة رغم جهود إدارة الميناء المبذولة لحلحة كثير من القضايا الممكن حلها‮.‬
أهمية وتاريخ الميناء
يمثل ميناء الاصطياد أهمية بالغة وكبيرة للصيادين في‮ ‬البحر الأحمر‮ ‬على طول الشريط الساحلي‮ ‬بمحافظة الحديدة من اللحية شمالا إلى الخوخة جنوبا‮..‬فهو مقرهم الذي‮ ‬يتجمعون فيه قبل كل رحلة بحرية ليحددوا وجهتهم ونوعية السمك الذي‮ ‬سوف‮ ‬يصطادونه حسب الموسم‮.. ‬ينطلقون منه ليصارعوا أمواج البحر وظلمة لياليه الحالكة‮.. ‬ليعود بهم المطاف بعد رحلة شاقة إلى ميناء الاصطياد حاملين أنواعا‮ ‬متعددة من الأسماك الطازجة ليضعوها في‮ (‬المزاد‮) ‬وهو مكان في‮ ‬ساحة الميناء‮ ‬يضع فيه الصيادون أسماكهم من‮ (‬الزينوب‮- ‬والجحش‮- ‬الديرك‮- ‬الباغة‮ -‬الجمبري‮..) ‬حيث‮ ‬يمتلىء سوق أو مزاد ميناء الاصطياد بتلك الأسماك ويوميا منذ الصباح الباكر وحتى فترة الظهيرة ليقوم تجار الأسماك والموردون والباعة المحليون بشراء ما‮ ‬يريدون وحتى المواطنين الراغبين بشراء عدد محدود لينفض السوق بعد ذلك وتمتلىء أسواق المحافظة بذلك السمك‮.. ‬وهكذا‮ ‬يوميا‮.‬
أما تاريخ نشوء هذا الميناء فيعود إلى سبعينيات القرن الماضي‮ ‬أثناء حكم الرئيس الحمدي‮ ‬ليكون محطة لانطلاقة عدد بسيط من الصيادين لا‮ ‬يتجاوز عددهم‮ ‬100‮ ‬صياد لكن اليوم الوضع اختلف حيث تزايدت بشكل كبير أعداد الصيادين والعاملين في‮ ‬مجال الأسماك‮.. ‬فالصيادون اليوم‮ ‬يتجاوز عددهم ‮٥ ‬آلاف صياد وأكثر من‮ ‬2000‮ ‬قارب صيد مختلفة الأحجام‮.. ‬الأمر الذي‮ ‬يصنع اختناقا‮ ‬ك

قد يعجبك ايضا