الجامعات الوطنية ومشكلة البحث العلمي

أحمد سعيد شماخ


أحمد سعيد شماخ –

جميعنا يدرك أهمية البحث العلمي الذي أصبح اليوم غير مقتصر على دولة معينة أو شركة أو فئة من الناس أو علماء وباحثين وأساتذة وطلاب جامعات فمن غير الممكن اليوم لأي من هذه المؤسسات مهما كبرت أن تدعي ملكيتها للمعلومات التي قد تحتاج إليها اليوم … وأمام كثرة هذه المعلومات برز إلى السطح هول من الاكتشافات الحديثة وزاد الاهتمام أكثر بالعلم والعلماء والمخترعين وبالمراكز البحثية والمراكز المتخصصة وببنوك المعلومات وتكاملت هذه المؤسسات مع بعضها بفضل توافر الإمكانيات المادية والبشرية والمعنوية المقدمة من الدولة ومن المجتمع ..

ومن الأهمية بمكان اليوم أن يفكر كل فرد منا مهما كان عمله التفكير المنهجي والعلمي السليم الذي سيكون له دور مهم في حل مشكلاتنا ومعضلاتنا التي تواجه كل أفراد المجتمع سوا أكانت هذه المعضلات اقتصادية أو اجتماعية وثقافية إلى غير ذلك من القضايا فنحن هنا في المنطقة العربية عموما وفي اليمن خصوصا أمام خيارين أما أن نمضي في طريق العلم أو أن نسلك الطريق الآخر المناهض للعلم والتكنولوجيا فاختيار طريق العلم والمعرفة والتقانات هو الذي سوف يساعدنا في التغلب وتجاوز الكثير من معضلاتنا ومشكلاتنا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية التي تتطلب منا اليوم اللجوء إلى التخطيط والتنظيم العلمي وإجراء البحوث العلمية وهذا في اعتقادي لن يتم إلا من خلال مساهمة المؤسسات العلمية المتمثلة في الجامعات الوطنية اليمنية الحكومية والخاصة ومراكز البحث للمساهمة في حل قضايا ومشاكل المجتمع المتعددة .. فالبحث العلمي من صميم اختصاص الجامعات الذي يقع في موضع القلب في الجسد كتوفير التعليم والبحث العلمي وأدواته وخدمة المجتمعات إلى غير ذلك .. فدور الجامعة هنا هو بمثابة عقل المجتمع والجسم السليم لن يكون إلا في العقل السليم والبحث العلمي هو عقل الجامعة والدراسات العليا في الجامعات هي أدائه الرئيسية وهي الأداة التي تقود وترشد حركة التنمية غير أن جامعاتنا الوطنية اليمنية رغم كثر عددها وتعدد تخصصاتها وتلونها لم تستطع حتى اللحظة أن تترجم تلك الأهداف إلى واقع يلامس حياة اليمنيين فهي لم تعد قادرة على القيام بوظيفتها الحقيقية رغم ما قد ينظر إليها في أن تكون هي المنطلق أو والمرجع لانطلاق اليمن نحو النهضة الحديثة لليمن في كل جوانبها المختلفة .. فكلنا يعرف ما تواجهه اليمن خلال المرحلة الراهنة من تحديات اقتصادية واجتماعية وسياسية داخلية وخارجية وتقتضي الحاجة هنا أن يكون للجامعات اليمنية في عملية الإصلاح والتنوير ومد الحكومة وكل القطاعات بالمشورة غير انه وقبل ذلك كله هناك حاجة اليوم لمعالجة مشكلات التعريفات وتحديد المسميات والألفاظ والمفاهيم العلمية المستخدمة لتعرض نفسها بإلحاح لتكون هذه التعريفات جامعة ومحددة وواضحة رغم تعدد التعريفات في العصر الحديث بسبب تعدد أساليب البحث والمدارس التي ينتمي إليها العلماء والأساتذة والباحثون.
ولست هنا بصدد الخوض في البحث وتعريفه وترك الأمر لأصحاب الاختصاص وما أريد قوله هنا فقط هو أن جامعاتنا اليمنية اليوم في حالة صعبة جدا يرثى لها ليس فقط من حيث المخصصات المالية ودورها في عملية البحث العلمي بل أن هذه الجامعات لم تتطور وترتقي مع تطور الحركة الاجتماعية خصوصا أننا نعيش في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين والذي ليس فيه للضعيف مكان فالجامعات اليمنية اليوم لم تتطور في تحقيق أهدافها ومضامينها وفي فلسفتها نحو تلمس حاجات اليمنيين وتعمل على تلبيتها لاعتبار أن الجامعات ينبغي أن تكون جزءا مهما من نسيج هذا المجتمع وخدمته وليس معزولة عنه فالجامعة في أي بلد في العالم المتطور والمتحضر هي منبع العلم ومنار الثقافة وهي المؤسسة العلمية التي تعنى باستمرار وتواصل التطور الحضاري لأي مجتمع من خلال مد تلك المجتمعات بمختلف العلوم والمعلومات التي يولدها أعضاء هيئة التدريس وبحوث الطلاب وطلاب الدراسات العليا المتولدة عن بحوثهم الهادفة المترجمة لمختلف اللغات لاكتشاف المزيد من قوانين الطبيعة واستغلال ما تمتلكه وتكتنزه الأرض وتسخيره في خدمة المجتمع والإنسان اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وتحويل تلك القوانين والنظريات إلى ابتكارات تكنولوجية وتقنية لدعم وتطور العقلية التكنولوجية من خلال نشر وترجمة هذه البحوث من والى مختلف اللغات والعكس حتى تتفاعل وتتلاقح مع بعضها في سبيل رفع مستوى الحياة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية وهذا الدور التنموي يمكن أن يضاف ويحسب لجامعاتنا اليمنية أن فعلت ذلك كما هي عليه جامعات العالم وخصوصا تلك الدول التي كانت إلى حد قريب تعد من ضمن الدول النامية والفقيرة مثل الصين والهند وماليزيا وتركيا وسنغافورا مع العلم أن من أهم وظائف الجامعات في أنحاء الدنيا هو :-
1. توفير التعليم لأبناء الم

قد يعجبك ايضا