الإعلام والحوار .. (العربة قبل الحصان) !!

استطلاع / أسماء حيدر البزاز

مع اقتراب نضوج مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي تترقبها الأعين السياسية والشعبية والإقليمية والدولية لانتشال اليمن من بؤر الصراعات الحزبية والمناطقية والطائفية والعبور الآمن إلى مربعات الأمن والاستقرار والتلاحم الوطني والتنمية الشاملة بما يخدم مصالح الوطن العليا يبقى دور الإعلام هو المحك باعتباره اللاعب الأساسي في كل مربعات المرحلة الانتقالية والذي نفترض أن يلعب في هذه المرحلة الحساسة دورا محوريا يعزز الاصطفاف الوطني ويعمل على إنجاح مخرجات الحوار الوطني بعيدا عن الخطابات المفخخة والمؤججة للبلابل والفتن.
في الاستطلاع التالي نرصد آراء عدد من الإعلاميين والسياسيين .. نتابع:
من صحيفة 26 سبتمبر يقول عبده درويش : لم يحتل الإعلام (السلطة الرابعة) في أي بلد مكانه إلا بديمقراطيته ونزاهته ونقله للحقائق من غير تضليل ولا تزييف ولا تأجيج ومواكبته للتغيرات والمستجدات الحاصلة على أرض الواقع وقد لاحظنا جليا دور الإعلام البارز في الثورة الشبابية ودوره اليوم في إرساء دعائم مؤتمر الحوار الوطني من خلال التوعية بأهميته واصطفاف ممثلي الشعب واحترام مخرجاته دون ميل ولا تسييس لتلك المخرجات.
وأضاف درويش : ورغم أهمية وخطورة المرحلة والتقنيات المختلفة التي تشهدها مختلف الوسائل الإعلامية سواء المقروءة منها أو المسموعة ونهضة الإعلام الإلكتروني وتعدد القنوات الفضائية المحلية الحكومية والخاصة إلا أن إعلامنا لازال مقصرا في أداء رسالته ولم يصل إلى النضوج الديمقراطي بعد لافتقاده لمبادئ الحرية المكفولة إلا أنه حان الوقت لكي ينهض بدوره ويواكب التطورات التي تمر بها البلد والعمل على تضييق دوائر الخلاف والاختلاف وتوحيد الرؤى كي تصب في المصلحة الوطنية .
مزايدات
ومن صحيفة الجمهورية يرى الكاتب الصحفي رياض الزواحي بأن أي خطاب إعلامي متطرف ومؤجج للصراعات في هذه المرحلة الحرجة التي يعيشها البلد لا يخدم حتى الجهات التي تتبناه لعدة أسباب أهمها أولا حالة الوعي المجتمعي التي حدثت بعد ثورة الشباب السلمية نوعا ما ومن جهة أخرى النتائج المأساوية التي احدثتها الخطابات المتطرفة في عدد من دول المنطقة والعالم ناهيك عن رفض المجتمع لأي خطابات متطرفة في هذه الفترة تترافق مع الحدث الأهم الذي يعيشه الوطن والمتمثل في الحوار الوطني الشامل الذي تشارك فيه مختلف القوى التقليدية والحديثة والمتطرفة أيضا وبالتالي أعتقد بأن أي خطاب متطرف لأي جهة سيواجه برأي عام اجتماعي ساخط ورافض باعتباره معول هدم يحاول فض حالة السلم الاجتماعي والسياسي الذي تعيشه اليمن في ظل حالة ترقب مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي يعتبر الحدث الأهم في المرحلة الحالية.
موضحا أن تأثير تلك الوسائل الإعلامية المضللة والمؤججة ضئيل إلى حد كبير ومحدود التأثير باعتبار اهتمامات الشعب اليمني في هذه المرحلة بعيدة عن الاهتمام بتلك الوسائل فهم يدركون أساسا أنه نوع من المزايدات التي لا تخدم المرحلة الحالية والمستقبلية في مسيرة اليمن الحديث.
المذيعة والإعلامية ماجدة طالب – قناة الساحات الفضائية : للأسف تباين الإعلام من حيث الكيف والكم فظهرت وسائل لا تخدم الوضع بقدر ما تزيد من تأزمه فظهرت الوسائل الإعلامية الطائفية والإسلام المسيس والتطرف الإعلامي خاصة مع دنو ساعات الوصول إلى مخرجات الحوار الوطني غير أنه في تقديري أن الناس استفادوا من الأخطاء الماضية والأحداث التي تشهدها المنطقة وباتوا يدركون أن المخرج من الأزمة هو الحوار وبالتالي لن يفرطوا بالحوار رغم تعاطي الإعلام بالشكل السلبي مع هذا التوجه.
الإعلامي والمحلل السياسي جمال حمادي يقول: إن ظروف الوضع التوافقي الذي فرضه واقع المرحلة الانتقالية على الجميع لا شك أنه يحد من التناول الشفاف والصادق للمعلومة والرأي بكل حرية لكننا في الوقت نفسه يجب أن نقف عند حقائق كثيرة لما وصل إليه اليمن من تغيير وحوار وما فرضه من واقع جديد انعكس بشكل واضح على مختلف المجالات وأكثرها بروزا الحقل الإعلامي.
وإذا كان هذا هو الوضع الراهن اليوم فإن الإعلام اليمني أمام آفاق وتحديات جديدة يتوجب التعامل معها وتسخير كل طاقاته وإمكانياته في تطوير أدائه بما يساهم في إنجاح مسار مخرجات الحوار من أجل يمن جديد وبما يدعم التوجه الذي يخطه شعبنا من أجل إنشاء دولة مدنية حديثة تواكب التطور والتحديث في كل المجالات أسوة بباقي دول العالم التي سبقتنا في هذه المجالات .
وأوضح الحمادي بالقول: لكي نجتاز تلك الصعاب فإننا وبقدر من الحريات الواسعة التي اكتسبناها في نقل الحدث والمعلومة والخبر والتحليل والرأي لابد أن يكون للإعلام ورجاله الدور الأكبر في المساهمة في هذه المرحلة من خلال المساهمة في عبور الحوار الوطني إلى مرساه الآمن ليدخل

قد يعجبك ايضا