ميلاد .. وثيقة الحوار
عبدالله بجاش
أسبوعان فقط ويتم إعلان ميلاد الوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار الوطني دون ارهاصات والتي ستحدد لنا ملامح اليمن الجديد لنتناسى الأنياب الجارحة للأيام الماضية والمهم أن تكون الوثيقة قد وضعت الأسس الحقيقية للمصالحة الوطنية والتي سوف ينبثق عنها مصلحة اليمن العليا فوق كل اعتبار ليتمكن أبناء الوطن من الحفاظ على الوحدة الوطنية الضامن الوحيد لأمن واستقرار اليمن للخروج من كل الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لبداية مرحلة جديدة لدولة مدنية حديثة تكفل الحقوق والعدل والمساواة بين أبناء الوطن الواحد دون تمييز مناطقي أو جهوي فالكل كأسنان المشط لهم حقوق وعليهم واجبات للدفع بعجلة التنمية إلى الأمام.
ولأننا سئمنا وملينا الخلافات السياسية والتي غالبا ما أدت إلى التمترس والصراعات الدموية فقدنا خلالها الكثير من الآباء والأشقاء والأصدقاء في لمحة بصر وأفرزت الانقسامات والثارات بين أبناء الأسرة والقبيلة الواحدة ليظل كل يرقب الآخر والأصابع على الزناد وكأنه قدرنا بأن نبقى في وطن كئيب حزين طالما وبيننا من لا يريد لهذا الوطن أن يهدأ ليمضي في طريق الاستقرار من أجل حياة أفضل .. حياة حرة وكريمة تمسح عنا وإلى الأبد غبار مذلة الفقر والتسول من الأشقاء والأصدقاء.
فكم من شعوب فقيرة تركت كل مشاكلها خلفها واتجهت نحو بناء أوطانها وتحولت إلى دول غنية عامرة تسابق الزمن بنهضتها وتقدمها وازدهارها ونحن نغرق في مستنقع الخلافات .. لهذا نأمل وثيقة تحرص على تعزيز التقارب والتفاهم ووضع قواعد للتصالح والتسامح لطي كل صفحات الماضي لأننا لم نعد نطيق حالة الاقتتال والتصفيات والعبث بمقدرات الوطن وبوحدته الوطنية وإنما نتطلع إلى يمن يسوده الأمن والسكينة والمحبة والإخاء .. لذلك نتطلع إلى وثيقة تحمل لحاضرنا الأمل المشرق ولأجيالنا مستقبل أكثر إشراقا.