حكاية «كوبوكي والتنين»
محمد المساح
ذات مرة عاش شاب فقير حسن القوام قوي البنية وعرف ببسالته في ذلك الوقت كان في الجبل نوع من الغول وحش يعترض طريق المسافرين المروعين كان الفلاحون يتحدثون عن إساءاته الفظيعة.. لم يعرف أي شخص شكله إذ لم يعد أحد حيا من الجبل.
قال «كوبوكي» الشاب الفقير إنه سيذهب لمواجهة الوحش حاولوا منعه وبكت في الفتاة التي تحبه وأرتمت على صدره ولكن لم يزعزع شيء من تصميمه أو يهبط من عزيمته.. زوده الفلاحون اليقظون بالسلاح: عصيا وقدم له زعيم المنطقة رمحا وسيفا وأعطاه جندي حربة ثقيلة وانطلق «كوبوكي» مع أسلحته وحيدا إلى الجبل..
مشى ثلاثة أيام أخيرا صباح اليوم الرابع تقدم بمفرده من مغارة الوحش الذي سرعان ما خرج هادرا مزمجرا وهو يقذف اللهب من فمه.. كان شكله مرعبا غير أن كوكابوكي صمد في مكانه بإقدام ولم يتراجع أبدا.
بقيا هكذا لحظات يحدق كل منهما في وجه الآخر بدا الزمن كأنه قد توقف بانتظار الكارثة أخيرا زعق الوحش: لماذا لا تهرب كالآخرين¿
– لا أخاف منك.. قال كوبوكي – سألتهمك!
زمجر الوحش.
إن أردت أنظر ها أنا أضع أسلحتي على الأرض العصا والرمح والسيف وحربة الجندي.. أعرف أنك لن تلمسني.
– ومع ذلك لماذا لا أخيفك¿ سأل الوحش مندهشا: أنا الحقيقة الكلية أنا هي إن التهمتني فلأنك مجنون فأنت تلتهم نفسك.. نحن واحد ولكن أرجوك إذا رغبت في أن تفعل ها أنا تحت تصرفك.
صاح الوحش مذهولا.. «لا أفهم شيئا مما تقول غير أن كل شيء يصبح معك معقدا
كثيرا يفر الآخرون صارخين خوفا أطاردهم وأقتلهم وأفترسهم أنت طبيعي هنا لا أعود أعلم ماذا يجب أن أفعل في النهاية أفضل الاحجام عن أكلك أعتقد أن معدتي لا تهضم كائنا غربيا مثلك.. أرجوك خذ أسلحتك ابتعد.
انسحب الوحش إلى مغارته مغموما وقد أصابه الغثيان.
«من الأدب الياباني نقلا – عن كتاب أجمل حكايات الزن»