اليمن مقاولة !
أحمد غراب
تسألني متى ستصلح اليمن ¿
أقول لك عندما تؤتي كل ذي حق حقه .
عندما لا تبخس أحد في أشيائه .
عندما يشقى الشاقي ويلقى .
عندما تحاسب سارق المال العام مثلما تفعل مع سارق البيضة والدجاجة والدبة الغاز.
كله في اليمن شغل مقاولات.
ناس شغالين مقاولين على كل شيء حتى البلاد واخذينها مقاولة بدون الشعب.
حتى في السياسة قاولوها مقاولة تسمى مقاولات الحصحصة.
وفي الاقتصاد تجد مقاولات الخصخصة وما أدراك ما الغصغصة ¿
اسأل الحكومات السابقة شركة حكومية بيعت بثمانية وسبعين مليونا وأربعمائة وخمسة وثمانين ألف ريال في حين أن قيمتها (مع الأرض الواسعة التي تتربع عليها) تزيد على المليار وثمانمائة مليون ريال!
عمال مصنع الغزل والنسيج شرöدوا في الشوارع ومن قبلهم عمال مصنع القطن في الحديدة وفي محافظة اخرى وكلها مقاولات ليل يا ليل تحت مسميات اقتصادية.
وكل من ظهرت له مليارات وقصور ومشاريع في الداخل والخارج يقولك هذه بينتها من عرق الجبين ¿
جبين من ¿!
والمشكلة الأزلية في هذه البلاد أن كل مقاول بعده مقاولين يعني واحد يأخذ مقاولة واللي تحته يقاولها منه والتالي للثاني يقاوله وهكذا تتحول المقاولة على شارع دائري بحجم ملعب كبير الى مقاولة على ثقب تسقط فيه كرة البلياردو.
يحكى على سبيل النكتة الذكية انه تم طرح مناقصة لصيانة سور البيت الابيض تقدم 3 مقاولين أميركي و مكسيكي ويمني للمناقصة
الأميركي أخذ مقاسات السور و تقدم بسعر 900 دولار
سأله مسؤول البيت الأبيض: ليش 900 دولار ¿
قال : 400 دولار خامات 400 دولار عمالة و 100 دولار مكسب
و المكسيكي أخذ مقاسات السور و تقدم بـ 700 دولار للمناقصة
لما سأله قال: 300 دولار خامات 300 دولار عمالة و 100 دولار مكسب
أما اليمني فراح من غير ما يأخذ أي مقاسات و قال للمسؤول:
2700 دولار
المسؤول رد عليه و قال له : لماذا كل هذا المبلغ ¿
رد عليه اليمني:
1000 دولار لي
و 1000 دولار لك
و نجيب المكسيكي 700 دولار يعمل الشغلانة كلها
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي