صــورة وانعـكاســها

جمال حسن


 - تمارس الصورة في عصرنا احيانا الشماتة على نطاق واسع وكوني.. كان ظهور مرشد الإخوان في شقة حين اعتقاله وبملامح منكسرة تعزيز لتلك الصورة. مهما كان موقفي من الاخوان

تمارس الصورة في عصرنا احيانا الشماتة على نطاق واسع وكوني.. كان ظهور مرشد الإخوان في شقة حين اعتقاله وبملامح منكسرة تعزيز لتلك الصورة. مهما كان موقفي من الاخوان وتفكيرهم فأنا لا أحب ان نكشف هذا الوجه ونبعثره على العالم. لست مع تلك الصورة المجحفة بإفراز العواطف المتفاوتة والممتلئة بالإذلال وهي تعرض انكسار رجل. سأحب البطل الذي يرفض ان يشنع بعدوه مهما فعل به إنه البطل الذي ارنو ليكون بيننا مع انه… يصعب وجوده في واقع يملأه الزيف.
سأرفض اذلال شخص وجماعة أيا كان موقفي منها أيا كان لونها او دينها. تعكس الصورة حقدنا الدفين وتشفينا المرتاع بالآخر. لست مع افراز عواطفنا الاكثر تقززا وخنوعا للتهافت. فهل يعني انني سأبدأ وأعلن موقفا يناصر الجماعة. لا لست فاترينة عاطفية قابلة للتقلب والانخداع. فنحن امام دائرة مواجهة فيها من الجنون والحماقة تكشف عقم وعينا وتراثنا. ما وصلنا إليه في مصر وما سنصل إليه في اليمن هو انعكاس لانسداد في الأفق. إنه تأكيد لانسداد مجاري حياتنا إثر فضلات السياسة والثقافة فضلات الخطاب المتشحم بالعنف. والصورة تروي هذا التناقض الرحمة أو التشفي العطف او الحقد… خيارات ساذجة صدقوني. ترهقني تلك الصور وتربكني. لنرفض هذا الخطاب الذي يطالبنا إما بتعزيز حقدنا أو بتكريس التعاطف الأعمى. لا تذلوا عدوكم ايها الحمقى هذا فقط ما أردت قوله..
******
عد اعتقال مرشد الاخوان في مصر محمد بديع… الأفضل للمصريين دعم التوصل إلى اتفاق مع الجماعة وعدم زج البلد في مزيد من الدماء. على الجماعة الاعتراف وعدم المكابرة بالخسارة. فمهما كان هناك اجراءات مارست العنف ضد الاخوان هناك ايضا عنف تورطت فيه الجماعة ليس فقط الاعمال المرافقة لفض الاعتصامين وما تلاها بل ايضا الاصرار على سد الافق السياسي. فمطالبة الاخوان بعودة مرسي وعدم تقديم أي تنازلات لم يكن فقط رهانا يقامر بمستقبله السياسي بل رهان على العنف عندما نتشبث بمطالب تتهرب من اي حل فمعناه القبول بالعنف.
سيكون على الاطراف السياسية الأخرى في مصر ايضا التفكير بمصلحة بلدهم أولا وعدم التسابق لابتزاز المشاعر العامة. على الجميع الاعتراف بأن العنف سيحقق منه البعض مكاسب قليلة لكن مصر هي التي تخسر اكثر. لنخرس الدماء ونتصالح هذا ما يريد المصريون ان يقولوه دون التعرف على كيفية قوله وسط الضجة المشوشة على العقول فيما يحدث.
وللخروج من الأزمة هناك حاجة لتعزيز المؤسسات الدستورية وصياغة دستور تشارك فيه كل الاطراف والأقليات. لنطوي صفحة مرسي هذا ما يجب على الاخوان القبول به. فالديمقراطية ليست فقط صندوق بل سلوك. هل فكرنا في اليمن ونحن نخوض في الحدث المصري ونصارع فيه سواء الذين انحازوا للاخوان أو الطرف الآخر هل فكرنا بطريقة لبناء وطن يمني يخصنا أم مازلنا مقلدين سيئين خصوصا ونحن نمتلك مخزن سلاح شعبي هو الاكبر في العالم.

قد يعجبك ايضا