وجه في الزحام

عائشة الطويلي

● يتحول القلم إلى ضجة, يطل من خلالها ألوان من المشاعر.. القيم .. الأفكار .. حتى النظريات لا تتأخر عن رسم كل تلك الصور ,يلتصق بها مداعبا .. شاكيا.. حائرا .. متمسكا, وحين تتحول الدنيا بأكملها .. بحلوها و مرها .. إلى قلب ذلك الإنسان القائم, تصير الهزائم انتصارات, و تلتحم الأشواك بالورد ,و تهتز صورة الأشياء ,باقية أو باكية على حد سواء, المهم في الأمر أنه لازال يثير ضجة إلى أبد الآبدين .
قبل أن يتفجر بداخلنا الإنسان, قبل أن يستريح منا النكد, قبل أن نسأل عن الوعود قبل أن تفاجأنا المشاهد, قبل ـن يغمرنا الغضب, قبل أن نبدأ شهوة الفوضى, قبل أن تغادرنا وحشة التهريم, قبل أين يبقى مالم يبق, قبل أن يكون الموت سيدا, قبل أن يسأل الليل على بيوت الغرباء, قبل أن يموت فينا الأمل, قبل أن تنحني كعبد يلام, قبل أن تبكي مآقي الزمن, قبل أن ينتهي العمر ندما, قبل أن تقرر أين المفر¿!!
ثمة هناك وجه في الزحام, أضحى بعيدا نحو جنته, وحيدا صار في حل من التنظيم ..,
أدرت أن أتعلم لغة الحياة لأجل الحياة, أن أمحو جبيني من نظرة الحزن, أن أمسك بملهى يسليني و ينسيني, أن أضحك في وجه السأم والغروب, أن أقتحم جنة الفردوس أن أدوس أشواك الرعب, أن أغرق في بقعة ضوء, لا يراني أحد.. ولا يحسدني أحد ولا يغدر بي أحد .. !!
الحرام بين و الحلال بين, فما معنى أن نستخير ونحن ملزمون منذ الأزل ¿ ما معنى أن نتجاهل ونحن نعي الفكرة ¿ ما معنى أن ننتظر ثم نغرق ¿ ما معنى أن نستمر ونحن نعجز ¿ ما معنى ذلك أيها القدر ¿¿¿¿
يخدعون العالم باسم الإسلام, ينظمون الرعب والموت والخراب, ينحدرون من أطراف السخط و يرهبون الأبرياء تحت مظلة الجهاد, يرتدون الضلالة و يرفعون لواء الفساد و الخوف يصغون لدسائس الغرباء الحانقين, نعرفهم ثقبا .. ثقبا, نرقبهم من برج القلعة….
الهزيمة لم يعد لها باب من زجاج, قابلها وجه لوجه وانظر هل ستصمد للحظات.. تنعطف يمينا أو يسارا¿
كن دائما واقفا في وجه الريح, حتى لا تغرق في موج البحر ..!!
كن اقوى من ضعفك, واتكئ نحو شروق لا يعرف سوى الخالق عزوجل…

قد يعجبك ايضا