الاعتذار للجنوب وصعدة: يهيئ الأجواء الملائمة للحوار ويزيل الغبن

استطلاع / أسماء حيدر البزاز


خطوة الألف ميل نحو المصالحة الوطنية
الاعتذار أعاق أي مبرر لإفشال مؤتمر الحوار من قبل أي قوة تحاول العبث.
رد الحقوق وتعويض المتضررين وإعادة ما دمرته الحروب ماديا ومعنويا ..الترجمة الفعلية للاعتذار
يرى العديد من المراقبين أن صيغة الاعتذار الذي أقرته حكومة الوفاق الوطني لأبناء الجنوب وصعدة على الحروب التي أججت بؤر الصراع واستنزفت الثروات والموارد البشرية خطوة إيجابية في سبيل نجاح عملية التسوية في اليمن والاصطفاف الوطني وركيزة محورية لنجاح مخرجات الحوار الوطني والحفاظ على مكاسب الوحدة اليمنية نحو مستقبل يكفل الحقوق والحريات والعدالة الاجتماعية ومبادئ التعايش السلمي ويتفقون على أن يكون للاعتذار ترجمته الفعلية ومساحته الواقعية …

حسن زيد – أمين عام حزب الحق: الاعتذار هو مقدمة للحصول علي ضمانات بعدم تكرار الحروب وفاتحة للمصالحة الوطنية وبالنسبة للتأثير الإيجابي على الحوار فالملاحظ أن قوى أساسية لم تقبل الصيغة التي قدم بها الاعتذار لكن الأمل كبير في ان يتجاوز الجميع مواقفهم السلبية من المصالحة ويتقبلوا بقناعة فكرة أن اليمن وطن لنا جميعا بصرف النظر عمن سيحكمنا لعقد أو للعقود القادمة فالمهم أن نفكر في ضمان مستقبل آمن لأبنائنا وأحفادنا .
الناشطة الحقوقية آمال الدبعي -عدن : ترى أن قضية الجنوب قضية تحتاج لوقفة جادة أمامها ليس بالشعارات أو الكلام اللفظي بل بالاحتكاك مع عامة الشعب في الجنوب وليس الحوار مع أشخاص معينين لأن الاشكالية ستظل قائمة طالما هناك تجاهل من قبل الحكومة والمنظمات الدولية للاعتراف بأن هناك شعبا جنوبيا هو الذي لابد أن يحاور , ولهذا فالاعتذار لا يخص أشخاصا يمثلون الجنوب وإنما لا بد أن يشمل الشعب الجنوبي كافة بالإضافة إلى الترجمة الفعلية الكاملة لمضمون الاعتذار .
أمن دول المنطقة
فؤاد الصياد – كاتب وناشط حقوقي : ندرك بأن هاتين القضيتين هما أهم محاور هذا الحوار وهما الشغل الشاغل للقيادة السياسية والكتل الوطنية كونهما من أهم أركان استتباب الأمن والاستقرار في البلاد ولأننا نطمح في طي صفحة الماضي برؤية مستقبلية نحو بناء الدولة المدنية الحديثة فالاعتذار الحكومي يصب في مصلحة اليمن وأمنه ووحدته حتى لا تظل تلك المسائل والقضايا الشائكة والأحقاد العالقة في أذهان من يستغلون أجواء هذا الحوار للمزيد من التعقيد ووضع العراقيل في سبيل إفشال متطلبات إنجاح الحوار الذي يعد مثالا ونموذجا يحتذى به.
وأكدا أن هذه الخطوة إيجابية استوجبها داعي منطق العقل والحكمة بل وحدث تاريخي هو مبعث فخر بين الأمم رغم أن هناك عوامل هامة وهي في حقيقة الأمر تدفع نحو إنجاح هذا الحوار وتكمن في القرار الإقليمي والدولي بشأن دعم اليمن في بقائه آمنا مستقرا وموحدا وخروجه من أزمته وذلك لما يمثله اليمن من موقع استراتيجي هام ومؤثر بشكل مباشر على أمن واستقرار المنطقة وباب المندب والمياه الأقليمية المترامية على طول الحدود اليمنية وأي فوضى أو انفلات أمني وسياسي أو انقسام داخل اليمن قد يشكل ذلك تهديدا حقيقيا لمصالح وأمن دول المنطقة ومصالح الغرب على وجه الخصوص وبقية دول العالم وبخاصة تلك الدول التي ترعى المبادرة الخليجيه وتراقب عن كثب أجواء هذا الحوار .
الكاتب والإعلامي صلاح الدين الأسدي يقول : تأتي أهمية الاعتذار للجنوب وصعدة في بناء أرضية من الحب ونبذ الأحقاد والضغائن بين أبناء الشعب الواحد مهما كانت المبررات مما سيعزز من نجاح مؤتمر الحوار ويرسخ مقاصد الوحدة السامية في قلوب الناس , وبالمقابل يجب على الطرف الثاني أن يبادر هو في تصحيح الصورة عن ذاته وإزالة كل التخوفات التي تضعه في مربع الشك والجنوح إلى أدوات الحكم الرشيد بعيدا عن أدوات الاقتتال والخلاف وتسليم الأسلحة بكافة أنواعها إلى الدولة.
عدالة القضية الجنوبية
مهدي بالغيث – رئيس مؤسسة التنمية لحقوق الإنسان يقول : تكمن اهمية الاعتذار للجنوب ولصعدة في كونه لملمة للجراح وتوحيد الصفوف خاصة وأنه شامل لكل من تضرر خلال السنوات الماضية بصيغة الخصوص والعموم حتى يشمل الكل وهو احدى النقاط العشرين التي يجب تنفيذها قبل انتهاء مؤتمر الحوار وتنفيذها ستردم الهوة الوطنية وإضفاء روح التسامح والإخاء في ظل الوحدة والشراكة الوطنية بين الجميع في الثروة والسلطة والعيش الذي تسوده قيم العدالة والكرامة .
طاهر شمسان – محلل سياسي يقول : يتحقق الاعتذار من خلال التوجه الجاد والملموس لبناء الدولة من بوابة الحل العادل للقضية الجنوبية مع أن الدولة لم تكن طرفا في تلك الحروب حتى تعتذر , الدولة كانت أول الخاسرين فيها فجاء الاعتذار من الحكومة باسم الحكومات السابقة ولكننا نتمنى أن لا يقتصر فقط على جانبه الأدبي والأخلاقي .
محاول

قد يعجبك ايضا