أعراسنا حروب !

أحمد غراب

 - " ساعة الفلتان ذلحين والأمن غافلين " 
هذا هو نشيد الزفة الجديدة في الاعراس اليمنية.
يبدو ان العامين الأخيرين شهدا زخما في توزيع الأسلحة وتوفير الذخيرة فأصبح كل واحد يخرج ما لديه من ذخيرة مخزونة ليقرحها في عرس صاحبه أو ليتجمل بها
أحمد غراب –
” ساعة الفلتان ذلحين والأمن غافلين ”
هذا هو نشيد الزفة الجديدة في الاعراس اليمنية.
يبدو ان العامين الأخيرين شهدا زخما في توزيع الأسلحة وتوفير الذخيرة فأصبح كل واحد يخرج ما لديه من ذخيرة مخزونة ليقرحها في عرس صاحبه أو ليتجمل بها لأقاربه ولا احد يحسب حساب الشعب الذي يجد نفسه حائرا وسط القوارح لا يعرف فرقا بين عرس أو حرب !!
مشكلة الداخلية انها تصدر قرار منع القوارح في الاعراس ولا تتابع تنفيذه.
يوميا نسمع في العاصمة قوارح تجعل الناس يتصورون ان ما يحدث حرب وليس عرسا.
واطلاق الرصاص الحي بكميات هائلة يبدو كما لو كان تحديا للقانون وكأن الرصاص الذي يتطاير في الهواء يقول للناس ” اتحداكم ان كان هناك فيه دولة “.
سمعنا ايضا انه تم استخدام معدلات في الاعراس بإحدى المحافظات.
فما هذا الذي يحدث ¿
ومتى نتعلم آداب الفرح ¿!
هل ضروروي لكي تشعر بنشوة العرس أن تعكر الاجواء برائحة البارود وتطلق الرصاص الحي المؤشر في الهواء فتثير الرعب في المشاة وفي الاطفال من الرصاص الراجع من السماء الذي سقط ضحيته الكثير والكثير في جميع انحاء اليمن كان آخرها طفل في امانة العاصمة قبل اسبوع.
الزواج نعمة استقرار امان بركة وأنتم محتاجون كعريس أو كأهل للعريس أو العروسة ان الله يبارك لكم في عرسكم فأي بركة ترجونها من عرس يسبب كل هذا القلق للناس ويهدد حياة اطفالهم في الشوارع ¿!
اهو التفاخر ¿ ام هو الزنط والتكبر ¿ ام ماذا ¿
متى نتعلم ان التواضع في الفرحة خلق نبيل ومروءة وشهامة¿
ربما لهذا السبب زادت نسبة الطلاق في هذا البلد لأن ما كان اوله ” اقلاق ” كان آخرة ” طلاق ” فالفرحة الحقيقية انما هي بدعاء الناس لك وبفرحتهم معك ولا نقول لكم لا تفرحوا فلديكم من وسائل الفرح ما يكفي لإشاعة الفرحة في المجتمع من حولكم من زينة ومنشدين ومطربين ومحجرات ومجابرين
ماذا لو وفرت قيمة الذي بعثرته في الهواء واعطيتها للعريس أو اشتريت له هدية كم الفرحة التي ستزرعها في قلبه وكم المودة التي ستجنيها ¿
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي

قد يعجبك ايضا