واااربيعاه .. !!
أحمد غراب

قامت الثورة ثم قعدت ثم اكتشفت انها لم تكن ” ثورة ” ولكنها كانت ” تسوية ” وفي رواية أخرى ” تشوية ” !
واكتشفت أن الذين يؤمنون بالثورة من المسؤولين انما يفعلون ذلك لأنهم يستطيعون بين الحين والآخر تقديم رائها على واوها.
شيئا فشيئا تساقطت اوراق الربيع وهتف الوطن العربي من بين ثنايا الخارطة الجغرافية بعلو صوته : ” أبيع أو لا ابيع ¿! “.
لكن ثمة تغيير حصل يبعث على الأمل اشياء ما كانت لتتغير أبدا لولا الثورة ومسؤولون ما كانوا ليتغيروا أبدا الا بقبض عزرائيل أرواحهم .
ولكن ذلك الأمل سرعان ما يفتر بريقه امام اسئلة حائرة ومضطربة تعتلج في صدور ابناء الشعوب العربية :
لماذا يكون التغيير دائما في البلاد العربية إلى الأسوأ ¿ لم لا يكون إلى الأفضل ¿
لماذا تبدأ الثورة ثورة ثم تتحول مع الوقت إلى فتنة ¿
لماذا نخرج من حفرة فندخل في نفق ¿
لماذا لاتتغير احوالنا بتغير الأنظمة ¿
هل العيب فينا كشعوب أم العيب في الأنظمة كـ لصوص ¿
إذا قلنا أن العيب في الانظمة اللصوصية فلماذا لم يزول الفساد بزوالها¿
لماذا نغرق في ترهات السياسة وتمزقات التعصب والتمذهب والتحزب وننصرف عن الاهتمام بالاقتصاد وتنمية الشعوب¿!
أهي الذاكرة العربية التي لاتزول منها الاحقاد ويسود فيها الانتقام ¿
أم تراه البأس الشديد الذي يحصره العرب على بعضهم البعض ¿
أو ربما العادات السيئة التي لايتركها العرب كالتفاخروالعصبية والمذهبية ¿
أم هي العاطفة الحماسية المشتعلة التي تغيب العقل عن كل مشروع تغيير ¿
لنعترف كشعوب عربية اننا مهوسون بنظريات التبعية وتمجيد أشخاص نتخلص من انظمة قمعية سياسية فنتورط في تبعية جديدة حزبية أو مذهبية أو ايدلوجية !
لنعترف اننا من يصنع الطغاة نتخلص من طاغية فنصنع آخر !
لنعترف أن حكوماتنا تماثيل لأننا شعوب لاتجيد فن النحت .
لنعترف أن كل فساد كبير لمسؤول يقابله نموذج فساد صغير لمواطن .
لنعترف اننا فشلنا في التغيير كشعوب عربية لأننا نريد أن نغير كل شيء ولانغير ما بأنفسنا.
مشهد :
وقفت الثورة مندهشة امام قصره الفخم المشيد
لمح نظرتها المستغربة إلى القصر فبادرها قائلا
” هذا القصرعمرته من عرق الجبين “
لم تملك الثورة الجرأة اللازمة لكي تسأله : جبين من ¿!
إذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
