النتائج .. فين ¿
عبدالحليم سيف
ثمة ظاهرة لافتة ومزمنة تتمثل في تغييب الرأي العام عن معرفة تفاصيل ما يتم تنفيذه من قرارات وإجراءات وخطط عاجلة تتخذها وتعلن عنها مؤسسات الدولة إزاء أحداث مهمة : سياسية.. أمنية اقتصادية ..اجتماعية وسواها من قضايا جديدة ومزمنة تمس الشأن العام.
الأمر الذي بات يطرح في الواقع علامات استفهام جدية وملحة حول الأسباب الكامنة وراء هذا الغياب : ترى هل السبب يعود إلى غياب الشفافية وانعدام الشعور المسؤول بحق المواطن بالمعرفة¿.. أم إن حجب الحقائق يرتبط في حالة اللامبالاة أو اللا اكتراث فيما يتعلق بأهمية اطلاع الرأي العام على الحقائق عبر الوسائل المتاحة كلها ومنها الإعلامية¿ أو فقدان التواصل والثقة بين المؤسسات وبين الإعلاميين والصحافيين ¿
وكيفما كان الرد بالنسبة للتساؤلات المطروحة وأيضا في مجال متابعة هذا الموضوع المهم وتتبع نتائجه والوقوف على المعوقات والصعوبات فإنني أجد من المفيد ربما التذكير ببعض الأمثلة .. أولها : ما يعرف بالنقاط الـ31 المتصلة بالقضية الجنوبية والتي أمست هاجسا وطنيا عاما تبحث عن حلول ناجعة وعادلة لما تشكله في نهاية المطاف من أهمية قصوى لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل ولأن النقاط ال20 وال21 ا مجتمعة تعد من بين مشكلات عديدة تشغل بال رئيس الجمهورية الأخ عبد ربه منصور هادي الذي ما أنفك يعمل على إيجاد معالجات لها وهي بالطبع قضايا معقدة وشائكة تحتاج الى أموال كبيرة وتعاون مشترك.
وفي هذا الشأن مطلوب من أي طرف كان له صلة ما بتلك النقاط تحمل مسؤوليته الأخلاقية وواجبه الديني ويتحلى بالشجاعة ويتسلح بالقناعة بحيث يبادر لتقديم ما يطلب منهلكي يبرئ نفسه أمام اللهويقدم القدوة والمثل لبني وطنه في إحقاق الحق لا أكثر.
واليوم وحكومة الوفاق الوطني برئاسة الأستاذ محمد سالم با سندوة تعقد اجتماعا استثنائيا لمناقشة وإقرار برنامج تنفيذي ومزمن لتنفيذ ما تبقى من النقاط الأخرى التي تضمنتها توصيات النقاط العشرين والنقاط الإحدى عشرة نفهم من هذا أن الحكومة أنجزت خلال الفترة المنصرمة العديد منها بيد أن إحاطة الناس بتفاصيل ما تم تنفيذه ومستوى انجاز كل نقطة يعد أكثر أهمية لأن قراءة رقم لمن عاد من المسرحين إلى وظائفهم أو نشر تصريح مقتضب حول اجتماع للجنة الأراضي فذلك وحده لا يكفي خاصة في مرحلة تتطلب معرفة تفاصيل التفاصيل فمن شأن ذلك إرسال إشارات ايجابية تبعث على الاطمئنان في النفوس وتعزز الثقة والشعور لدى الرأي العام بأن الحقوق المسلوبة ستعود إلى أصحابها ناهيك عن تلك حقيقة لا تقبل المزايدة!!
هذا من ناحية طمئنة الخاصة والعامة أما من ناحية ما يتطلب معرفته ففي ظني إن على اللجان أن تطلع الناس بما حققته مهما كان نوعه أو حجمه بحيث يدرك الجميع ما حوله من تطورات ايجابية أو تحولات على غير صعيد وليقرأ من خلال ما يراه من الإجراءات والخطوات والإلمام بأسبابها ومضامينها وخلفياتها وجذورها وغاياتها وذلك ليتمكن من تكوين موقف موضعي وصحيح منها.
وهناك مثال آخر له علاقة بالتساؤلات السابقة يتمثل فيما نقرأه منذ سنوات من الأخبار حول تشكيل لجان رئيسية وفرعية ومحلية برئاسة (…) وعضوية الآتية أسمائهم ( ….. ) يناط بها القيام بأجراء تحقيق عاجل حول جريمة معينة مثل : الاغتيالات وتفجير أنابيب النفط وأبراج الكهرباء والاعتداء على الاتصالات والمنشات العامة .. وأعمال التقطع ..ونحوها من جرائم السطو المسلح على المؤسسات وأراضي الدولة والتلاعب بالمناقصات والفساد وتهريب الأسلحة والمخدرات وغيرها وغيرها.. لكن ..وما أكتر ما لكن في حياتنا.. هناك من يسأل : ما الجدوى من تشكيل لجان !¿..وصرف الملايين من المال العام ..!¿ ماذا تفعل .. !¿ أين نتائجها ..!¿ ولمصلحة من إخفائها !¿ ومن المستفيد من تجهيل الشعب عما يخطط له.. !¿.
وحتى لا ينطبق على هكذا لجان ذينك القول الفرنسي المشهور ” إذا أردت أن تفشل عملا ما فشكل له لجنة” فلا خيار آخر غير نشر التفاصيل أولا بأول ومن شأن ذلك تحصين الموطن من فيروسات التضليل والخداع والتدليس والشائعات .. فهلا وصلت الرسالة ¿