هل يجوز أخذ الأجرة على التلاوة¿

أحمد الأكوع

 - حديث بن عباس عند البخاري وغيره أنه قال صلى الله عليه وآله وسلم: (إن أحق ما أخذتم عليه أجر كتاب الله). ووجه دلالاته أنه أتى بلفظ عام .. أحق شيء أخذتم عليه أجرا كتاب الله فيعم كل نوع

حديث بن عباس عند البخاري وغيره أنه قال صلى الله عليه وآله وسلم: (إن أحق ما أخذتم عليه أجر كتاب الله). ووجه دلالاته أنه أتى بلفظ عام .. أحق شيء أخذتم عليه أجرا كتاب الله فيعم كل نوع ما يستأجر على كتاب الله من تعليم وفيه وكتابة وتلاوة ويؤكد بقاء هذا العام على عمومه ما أخرجه أئمة الحديث من قصة الواهبة نفسها وترويجها بعض الصحابة وجعل تعليمه إياها آيات من القرآن صداقها وهو حديث صحيح وقد طلب الرجل لها صداقا فلم يجده فقال صلى الله عليه وآله وسلم له ما معك من القرآن) قال: معي سورة كذا وكذا عددها فقال تقرأهن عن ظهر قلبك فقال نعم قال إذهب فقد زجتكها فعلمها من القرآن. وفي رواية لأبي داؤود فعلمها عشرين آية قال الشيخ محمد مستدلا على التحريم أنه قد ورد النهي الشديد عن الزيادة في الأعمال حتى سماه الشارع شركا في ذمة الآيات والأحاديث فقال العلامة محمد إسماعيل الأمير لا شك في تحريم الرياء والأدلة على تحريمه بحر زاخر العباب من السنة والكتاب لكن هذا ليس من الرياء بل وضع للرياء في غير موضعه فإن حقيقة الرياء كما في الأحياء للغزالي وغيره (إرادة المنزلة في قلوب الناس بآرائهم خصال الخير) ورسمه غير الغزالي (بفعل العبد الطاعة أو تركه المعصية مريدا حصول شرف الدنيا من ثناء وغيره ومن ذلك الرقية بالفاتحة وأخذ قطيع من الغنم ولم يقل صلى الله عليه وآله وسلم أنه رياء بل قرر ذلك ومن ذلك تعليم الواهبة لم يجعله رياء بل هو صلى الله عليه وآله وسلم الذي باشر العقد وعين المهر كما عرفت واجمعت الأمة على جواز التأجير إلى بيت الله وبهذا نعلم يقينا أنه ملازمة بين الإجازة على الطاعات والرياء ومن هذه الأنواع الجائزة التأجير لتلاوته ونظرنا في الذي يصدق عليه أنه يأكل بكتاب الله وإذا أقرب من يحمل عليه ذلك الذي يحرفونه عن مواضعه ويقلبون معانيه كالخروج فإنه يصدق عليه قوله في بعض هذه الأحاديث التي فيها ما ذكر من النهي عن التآكل بالقرآن للأسف أنهم يقيون حروفه كما يقام السهم وقد وصف صلى الله عليه وآله وسلم الخوارج بذلك وبأن أصحابه يحقرون قراءاتهم إلى قراءاتهم وصلاتهم إلى صلاتهم وأخبر أنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية وقد حرفوا كلام الله وأراقوا الدماء وكفروا به خلق الله في زمانهم بإجماع المسلمين
وكان من أمرهم ما هو معلوم ومثلهم الباطنية حرفوا كلام الله عن مواضعه وجعلوا له باطنا وظاهروا به ومن ذلك طوائف الرافضة فلهم تحريفات يعجب الناظر من تجاسرهم عليها ومن ذلك الطائفة المتسمية بالصوفية جعلوا العذاب من العذوبة وهذا الكلام كله قاله العلامة محمد إسماعيل الأمير رضي الله عنه.

شعر
قال بن عربي:
وإن ذخلوا دار الشقاء فإنهم
على نعمة فيها نعيم مباين
ونعيم جنان الخلد فالحكم واحد
وذاك لها كالقشر والقشر صائن

قد يعجبك ايضا