السل الرئوي ..خطره في تزايد مستمر بسبب سوء الوعي
إعداد/ محمدالدبعي

> طوال قرون وأزمان مديدة والعالم يعج بإصابات ووفيات سببها مرض السل الرئوي الذي ما عاد حاليا عصيا على العلاج طالما المصابين بالمرض التزموا بنظام المعالجة لمدتها المقررة.
وكانت الثمرة الأولى التي أوصلت البشرية إلى آفاق وجذوة أمل أسهمت بعد ذلك في تقليص عدد حالات الإصابة إلى مستويات متدنية أنú اكتشف عصيات الجراثيم المسببة للمرض من قبل العالم الألماني (روبرت كوخ)عام1882م ما شكل خطوة نوعية في مسار البحث عن علاج لهذا الداء القاتل تتوجت باكتشاف هذا العلاج عام 1944م.
كما توصلت الأبحاث الطبية إلى لقاح مضاد وذوي فاعلية لوقاية المواليد من هذا المرض أطلق عليه لقاح الـ (بي سي جي) فأدرج ضمن اللقاحات الروتينية التي تعطى للأطفال بعد الولادة مباشرة.
وقد لا يبدو معلوما لدى الكثيرين أن مرض السل يصيب أي موضع في الجسم وليس يقتصر فقط على الرئتين مثل (الرئتين العظام الكلى الأمعاء العمود الفقر والدماغ..الخ) غير أن السل الرئوي أكثر الأنواع شيوعا وانتشارا بنسبة تصل إلى (50٪) من إجمالي الإصابات بالمرض.
ويعزى إلى السل الرئوي مسؤولية الوفيات الكبيرة الناجمة عن هذا الداء في بلدان متعددة حول العالم وهو معد سريع الانتشار ومعه تعمد جراثيم – في الغالب- إلى مهاجمة الرئتين وتتكاثر فيها ملحقة خرابا واسعا في أنسجتها ليجد المصاب معه صعوبة في التنفس مع سعال متواصل يزداد خلال الليل مصحوبا بألم في الصدر بشكل يؤرق المريض فيصعب عليه النوم أو ينعدم تماما في معظم الأحيان.
قد يصاب بهذا المرض- عموما- أي شخص إذا وجدت هذه العصيات طريقها إلى الرئتين وعادة ما ينتشر بسهولة ويسر في الأماكن والمساكن المزدحمة الرديئة التهوية والرطبة وبين الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية وكذلك المخالطين لمرضى السل.
ومن ملامح أعراض داء السل الرئوي عند بداية الإصابة: الزكام والالتهاب الحاد في القصبات الهوائية وهذان العرضان- بطبيعة الحال- يلازمان المريض لفترة حتى تظهر عليه علامات وأعراض أكثر وضوحا على ثلاثة مراحل تبدو متلازمة متعاقبة ومتداخلة في أكثر الحالات أولها مرحلة أعراض مرضية أبرز ملامحها: الخمول العام الشعور بالتعب عند بذل أدنى جهد ارتفاع غير منتظم في درجة حرارة الجسم فقدان الشهية انخفاض الوزن والتعرق ليلا حتى في ليالي الشتاء الباردة.
ويمكن أن تستمر هذه الأعراض فترة طويلة قبل بدء المرحلة الثانية للأعراض التي تشكل العلامات والأعراض المميزة للسل الرئوي كالسعال الطفيف في بادئ الأمر والذي يزداد يوما بعد يوم ثم فجأة يحدث نفثا للدم إما مع البصاق ويكون ممزوجا به أو بصورة منفردة.
بينما المرحلة الثالثة للسل الرئوي فهي مرحلة انتشار المرض في جميع أجزاء الرئة الواحدة أو كلتا الرئتين مع ظهور كهوف تدرنية‮
