أرض الخلأ..
محمد المساح


إرضاء الناس غاية لا تدرك بديهية استوعبها جيدا ونزل البركة وسبح مع السابحين والبحر يلتقط مياه الأنهار ويرتبط بالمحيط غريق يهدأ ويثور يمد ويجزر تلك هي الحياة بداية ووسط ونهاية أقدار ومصائر تتنوع بحسب الظروف في بهجة الحواس وطنين الناس وتفتت أجنحة الفراش طحين دقيق ينفخه الهواء فيضيع في الفضاء والفراغ.
وجوه تتلون وعيون تتلهف وعيون ترقب وعيون تدوخ بحور من الألوان.. زحام وضجيج يعلو ولغو يفور دخان وغيم صحو غدرة وضوء ونهار.. والبحر الأزرق عالم آخر يتوازي مع أكوان الخبوت قدمان تسبحان في الرمل والريح والهواء وحيتان في الماء الأزرق تنساب بليونة في عمق الملح المذاب وأجسام أخرى أكثر لمعانا بياض كالثلج بغدق السمرة ونعومة لا تستقر عليها الأشياء تنزلق من سطوحها بسهولة اندلاق الماء من فم جرة فخارية انحنت بفعل الريح وإناء طار غطاؤه بفعل العواصف فصاحب البخار وجنح في الفضاء فرحا من فك أسره في حيز محدود.
بديهية استوعبها غنى نفسه مع الآخرين وانفلت مجذوبا بالحضرة ودخان البخور برائحة القرفة ولذعة الزنجبيل تراءى له أنه على أعتاب «النيرفانا» خطوة أخرى ويكون في العالم المسحور.. طارت السكرة قبل الوصول وجذبته الصحوة بعنف شديد.. أحس أن العظام تسحق.
خرج من اللفة الأولى في السباق المجنون وعزة النفس بالمحاولة الثانية داخل المضمار وخرج من الدهفة الأولى للزحام.. احتج وصرخ بلبلته العيون.. وغرق في شبر من الدموع سالت مجانا من رشح في حيد أطلس.
هل يذهب.. أم يعود¿ يركض أم يبطئ في المشي.. على وهن على مهل يتأود يتلين وعاد العود في طراوته يتثاءب يسهي يقوم الليل حتى الفجر ينزلق في ألق الضوء ينضم الصوت مع صياح الديك.. يعفي في الدست مثل الماء ويفور يطفئ الوقيد يحكك ويحلب تاه أرغى وأزبد في السراب خاف من عومته في النهار.. في الليل كان يرجى القمر تنافلت الأسنان والضروس.. وبدلته الشمس بأسنان الحمار.. أفق يبدو وأفق يغيب عند الجدار الأخير تذكر أن الفقيه قال له: إن الألف وحيد والهمزة تضيع في عالم غريب في واقع عجيب وضاع في وادي العجب.
هل يسبق نفسه¿ هل أتى قبل الأوان في مدينة الليم! في الجواب قبل السؤال.
