المزورون.. وحقائق تاريخ الثورة والثوار في بلادنا

أحمد عبدربه علوي

 -  تابعت كغيري بمزيج من الدهشة والتعجب والاستغراب ما يكتب عن تاريخ الثورة المسلحة في الجنوب "14 اكتوبر" وسمعت وقرأت عن ثوار جدد يدعون بالنضال وهم في الأساس لا غير مزايدون

> تابعت كغيري بمزيج من الدهشة والتعجب والاستغراب ما يكتب عن تاريخ الثورة المسلحة في الجنوب “14 اكتوبر” وسمعت وقرأت عن ثوار جدد يدعون بالنضال وهم في الأساس لا غير مزايدون انتهازيون والثورة أصبحت كالهرة التي أكلت بنيها أكلت كل شيء الذين ناظلوا من أجلها والذين عارضوها والذين ناصروها ولم يبق إلا المغتربون المزايدون الوصوليون أما عن الثوار الحقيقيين فلم يعد منهم إلا في حدود أصابع اليد دعونا نقول الحقيقة بأنه لا يوجد في تاريخ البشرية ثورة ارتكبت من المآسي وحققت من الكوارث وأراقت من الدماء مثل ثورة 14 أكتوبر فمعظم ثوار هذه الثورة سقطوا صرعى نتيجة للهمجية والتخلف وحكم القبائل في الجنوب منهم من قتل ومنهم من عذب ونكل به ومنهم من سجن ومنهم من شرد ومنهم من حورب من قبل السلطة الاستعمارية ومنهم من تضرر اجتماعيا وكل من قارع برأيه الجريء وكلمته الشجاعة وكل من قتل في سبيل الدفاع عن وطنه فإنه في هذه الحالة يعتبر ويستحق وصف شهيد .. أما من قتل في مصنع الاغتراب في الخارج أو حادث سيارة أو قتل بسبب ثار الخ فإنه ليس بشهيد اطلاقا لا من قريب ولا من بعيد. إن المناضلين الحقيقيين لا يمنون على شعبهم ووطنهم لأنهم أقسموا اليمين بأن يكونوا مناضلين في سبيل الوطن وناضلوا عن قناعه وصدق والكثير منهم ماتوا ولم يعد من المناضلين الحقيقيين إلا قلة.. نحن نعرف جيدا أن المناضلين والشهداء في تاريخ البشرية لم يطلبوا ثمنا مقابل نضالهم واستشهادهم ولكن مجتمعهم ووطنهم يردان الجميل لهم برعاية أسرهم إن كانوا بحاجة إلى رعاية وليس كأدعياء النضال الذين لم يفعلوا شيئا مجرد “نضال بمقابل” يلهثون بالجري ليلا ونهارا لدى الجهات ذات العلاقة لكن للأسف أن أدعياء النضال نراهم اليوم وهم يؤرخون لأنفسهم “اكتبني مناضلا معك” فهذا تزوير ويعتبر خطأ فاحشا مثل هذه الإجراءات التي تحدث في بلادنا لم نراها تحدث في تاريخ الدول الأخرى أن انشأت لهم “وظائف للمناضلين” إلا عندنا حاصل في اليمن.. والعجيب والمريب أن نسمع البعض بكل بجاحه وقد نسبوا نضال الآخرين إلى أنفسهم وصاروا يؤرخون لأنفسهم ولأقربائهم حتى ولو تمكن وأخذ صورة تذكارية بجانب دبابة أو شخصية نضالية ادعى هو الآخر بأنه قد ناضل وعليه أن يصبح مناضل نافيا دور الآخرين الحقيقيين الذين ناضلوا بحق وحقيقة المصيبة الكبرى أن هناك بعضا من هؤلاء المدعين بالنضال تراهم يؤرخون لأنفسهم ولمنطقتهم وعشيرتهم وهذا ليس المطلوب ولكن يبدو لنا أنه كتب على الأجيال الجديدة من أبناء هذا الشعب أن يواجهوا وباستمرار حملات منظمة مسعورة لنفسيات مريضة تريد أن تزور وتشوه وجه هذا الوطن تعبث بتراث الشعب وتاريخه وعدم قول الحقيقة الصادقة الأمينة لا خلاف لدينا من أن الخطأ يعالج بالتصويب والتصحيح ولا يعالج بالوقوع في المزيد من الأخطاء وقد وقع البعض من هؤلاء ممن يدعون النضال في أخطاء كثيرة عندما نسبوا نضال الآخرين إلى أنفسهم واقربائهم وهم كاذبون كاذبون وهناك لدينا أمثلة على ذلك تؤكد كذبهم لكن ما خفي كان أعظم ويا فصيح لمن تصيح للأسف أن البعض من هؤلاء الدخلاء على الوطنية والنضال قد جعلوا من أنفسهم أوصياء على النضال الوطني والناس تراهم يمنحون توصيات وشهادات الوطنية والقومية والنضالية لمن يشاءون ويحجبوها عمن يريدون مع أنهم هم أنفسهم يفتقرون إلى النضال لم يشاركوا في أية عملية فدائية أو غيرها فقط هم يجيدون الفهلوة وهم كثيرون ليس لهم دور نضالي على الإطلاق لكن “من باب خالف تعرف” حب العظمة والفشخرة الكاذبة “جنون العظمة” على هؤلاء أن يتوقفوا عن هذا الإدعاء الكاذب والتوقف عدم “صك الغفران” لكاذب ونرى محاسبتهم على هذه التوصيات غير الصحيحة ويكفون عن الافتراءات الكاذبة لأن “مافينا من بلاوي يكفينا” ويتوقفوا عن هذه الأساليب الرخيصة التي تسيء إلى سمعة الوطن والمناضلين الحقيقيين كفانا تجارة بقضية الوطن من قبل أدعياء النضال في الخارج الذين أصبحوا يتاجرون بها ويرفعون لافتاتها كالسلع التي يتفنون ويتقنون في عرضها في أسواق المزايدة من أجل جلب الأموال من صفقاتها كفانا ضياعا فمنذ قيام الثورات والانقلابات ونحن لا نزال نتخبط في نفق مظلم من مصيبة إلى أخرى. على هؤلاء أدعياء النضال الجدد المصابون بـ”جنون العظمة” أن يعرفوا أن هناك أناسا لا يرون حياءهم ولا يشعرون بذاتهم إلا في بقاء واستمرارية وانتعاش ما يقومون به من مبادئ وقيم وهناك فرق بين الكبار وبين الصغار بين أصحاب النفوس الحالية وبين تلك النفوس الرخيصة التي هانت على أصحابها فهانت في أعين الناس.. مطلوب نظرة موضوعية أمينة وليس من جاء وقال “اكتبني معك مناضلا” هذا لا يجوز وعي

قد يعجبك ايضا