بكائيات الكاميرا الغبية..!!
عبدالله الصعفاني

مقالة
بمغادرة رمضان غادرتنا مقالب الكاميرا الخفية والكاميرا الشقية.. ومع حلول العيد داهمتنا الكاميرا التراجيدية الغبية حيث يتحول اليمني إلى نسخة من فراشة لا تهاب النار وسمكة لا تكف عن مطاردة سنارة الصياد..
< وبواضح الواضحات وفاضح الفاضحات نحن مجتمع يسعى إلى حتفه رغم أن الله لطيف بعباده اليمنيين الذين يتجازون كثيرا من المطبات والأزمات المتلاحقة بصورة تفرض علينا واجب أن نحدد لحظة زمنية نصرخ فيها جميعا وبصوت واحد نحمدك يارب..
< الأيام التي تربط بين خواتم رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد تتحول من ساعات بركة وسعادة إلى مواعيد مع صراخ أقسام الطوارئ وبكائيات الثكالى واليتامى وفقدان الشريك والأخ..
< خلال الثلاثة الأيام الأولى للعيد شهدت البلاد 83 حادثا مروريا أفضت إلى وفاة وإصابة مائة وأربعين يمنيا ما بين قتيل وجريح ومعاق.
وخلال إجازة العيد انتشل خفر السواحل إحدى عشرة جثة من الشواطئ وأنقذوا نفس العدد فلا نحن استفدنا من حوادث الغرق السابقة ولا فتحنا أسماعنا للتحذيرات المتكررة من أن البحر غدار والسدود لا تمزح وبثعابين جاهزة لتلقف الرواد ولا تفرق بين العزبان والعرسان.
< أما حوادث العبث بالسلاح ومخلفات الحروب وتواجد مسدسات «الخرز» القادرة على اقتلاع العيون بأصابع أطفال لم يتعرض آباؤهم لأي جرعة من التربية فحدث دون أن تنسى استفهاميات من الذي يسمح للتجار باستيراد وتوزيع كل تلك الأعداد من المسدسات والمفرقعات الخطيرة وهل في نية وزارة الداخلية أن تمنع هذه المسدسات والمفرقعات قبل حلول عيد الأضحى المبارك.
< واللهم لا راد للصواعق القاتلة والسيول الجارفة القاتلة ولكن هل حقا لسنا شعبا نبالغ في «القدرية» وننسى «إعقلها وتوكل»¿¿
صحيح أنه لا حذر من قدر ولكن مالنا نودي بأنفسنا إلى المهالك¿¿ مالنا لا نتأمل كيف كان أجدادنا ينصبون الأسياخ الحديدية في أركان المنازل حتى تلتقط ما تيسر من القوة الكهربائية الحارقة في الصواعق¿¿ ثم هل من سبيل إلى تدارك أخطار البناء في بطون الأودية وعلى مرمى سيول صيفنا الماطر..¿
هل حقا عندنا منابر وإعلام تذكر الجاهل أو الغافل وقوانين تضبط الباسط المكابر على أرضية على مرأى ومسمع السيل الهادر..¿
< ويا أيها المجتمع الضارب بحضارته أعماق التاريخ والحكمة ما الذي حدث لنا حتى صرنا نستهين بأرواحنا على هذا النحو الذي لا يجعلنا مجتمعا مجنونا وإنما غريب الأطوار في استمراء الموت والإعاقة والمرض لاقضاء ولا سلفا..
< قات وسموم وشمة وأغذية فاسدة ودخان تفضي إلى سرطان تلتهم الأفواه والأكباد وتهدر الكلية والإنسان.. وفوق هذا انفلات للأعصاب عند الخلاف وقيادة السيارة وحتى التعاطي مع تداعيات المنخفض الجوي الموسمي وهيجان الماء وقوارح الأعراس.
< من نحسب أنفسنا بجانب الديناصور الذي كان مرعبا وعملاقا يحطم كل شيء ومع ذلك انقرض لعدم استناده إلى موصلات عقل..
أما إذا سأل أحدكم وما هو دور مؤسسات الدولة في التوعية وفي الضبط وفي الربط فليس أقل من استدعاء ما قاله علي سالم مؤلف مسرحية مدرسة المشاغبين «تعالوا نضحك على الحكومة.. وننصلح إحنا..!!