ما بعد شهر الصوم¿¿
أحمد الأكوع
أحمد الأكوع –
الغريب والعجيب أن العاصمة صنعاء لمجرد حلول العيد تصبح غبراء جرداء بشوارعها وأحيائها ولا يوجد فيها دكان أو شارع أو حي يعج بالناس كما كان في الشهر الفضيل حيث سدت الشوارع والأحياء بالباعة المتجولين على مختلف مستوياتهم وألوانهم وبضائعهم وكان الناس لا يأكلون ويشربون إلا في رمضان ولا يشترون ولا يبيعون إلا في رمضان أما في أيام الفطر فلا أحد يهتم لا بالأكل ولا بالملبوس ولا بأي نوع من أنواع الحياة فكم كنا نشاهد في النهار الذين يصنعون السمبوسة والحلويات في كل شارع وفي كل سوق وإما البسطات فهي تمتد من مسافات بعيدة فمثلا شارع جمال كله بسطات وشارع عبدالمغني كذلك وأما الأسواق فحدث ولا حرج وكل أولئك الذين كانوا يعرضون جعالة العيد غابوا من أول يوم في العيد واقفرت الشوارع وتعطلت الأسواق وكذلك كانت المساجد ممتلئة بالمصلين والقارئين للقرآن ولما جاء العيد وانتهى شهر رمضان غادر هؤلاء المساجد والأسواق والحارات والشوارع ولم يعد هناك من يبيع أو يشتري كما كان الحال من أول رمضان إلى آخره وكم في شهر الصوم انفقت الأسر من النقود بشراء احتياجات رمضان أما في الفطر فلا يوجد شيء من هذه الأشياء فمثلا نجد بعض الناس يشمر في طاعة الله طيلة رمضان ويقيم الصلاة ويذكر الله كثيرا ويقرأ القرآن ويقلع عن الشر وما كان عليه من الفسوق والعصيان يطيل الجلوس في المساجد ويحضر الجمعة والجماعة ويقبل مسرعا إذا سمع الأذان فإذا كانت ليلة العيد ترك الخير وأعطى لنفسه من الشر ما يريد وعقد حلفا مع الشيطان معاقدة على السوء باليد والقلب واللسان وهكذا نجد هذا الإنسان ولو أنه استفاد من شهر الصيام الأخلاق والفضائل لكان خيرا له ولأسرته ولوطنه يعمل في وظيفته بإخلاص ويتعامل مع الناس تعاملا محترما لا ينغص حياة هذا أو ذاك لأن رمضان قد علمه التهذيب والسلوك الحسن وجاء العيد لكي يخلع عليه حلل الإيمان ويكرم الله الناس فيه بأجر الكسب ويغفر لهم فيه سيئات الاكتساب ويحمده تعالى على التوفيق لما مر به في نهار رمضان من ترك الطعام والشراب ويشكره تعالى الذي يسر للإنسان قيام رمضان والتعبد فيه.
شعر
أي شيء في العيد أهدي إليك
يا ملاكي وكل شيء لديك
أسوار من دملج أم عقيق
لا أحب القيود في معصميك.
