محطة مارب الغازية.. معاناة مستمرة
مصطفى عبدالوهاب القاسم
مصطفى عبدالوهاب القاسم –
أصبح اليمنيون في حيرة وقلق من تزايد الإحباط جراء تكرار إعلانها عبر وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمقروءة والمسموعة فكلما انقطعت الكهرباء أو بمعنى قيام جماعة معينة بضرب أبراج خطوط الكهرباء وتفجير أنابيب النفط نقرأ في الصحف والشريط الإخباري عبر التلفزيون عن خروج محطة مارب الغازية عن الخدمة وأحيانا نقرأ دخلت المحطة الخدمة.
لكن هذه الاسطوانة أصبحت شبه معتادة والذي يدفع ثمنها المواطن البسيط. وما يزيدنا إحباطا هو انطفاؤها على بعض المحافظات الساحلية ومنها عدن والحديدة وغيرها رغم أننا مع بداية دخول الصيف والحرارة تكون مرتفعة في هذه المحافظات حيث يكتوي سكانها بشدة الحرارة التي تصيب حياة المواطنين بالشلل نتيجة انقطاع الكهرباء أو خروجها عن الخدمة وتكاد المعاناة لا تنتهي نتيجة الاستمرار في ضرب هذه المحطة المسكينة.. وأصبح على المواطن أن يتجرع أياما في ظلام دامس والمواطنون الذين يتجرعون المر بين الحين والآخر شاهدة على ذلك الفعل الآثم والذين يدفعون الثمن هم الأطفال الرضع ( الخدج ) الذين يرقدون في حضانات المستشفيات وكذلك مرضى الفشل الكلوي وكبار السن وحتى جثث الموتى في ثلاجة المستشفيات لم تسلم من هذه الأعمال غير الإنسانية .
كما أن المواطن يدفع الثمن بانقطاع الكهرباء وانطفائها بشكل مفاجئ ومتواصل ثمنا كبيرا في تلف بعض الأجهزة المنزلية وخصوصا إذا كانت مما يباع هذه الأيام في السوق من مواد منزلية رديئة الصنع .
وفي ظل تلك الفوضى والانفلات الأمني والتهاون مع هذه الجماعة المخربة حيث تعد هذه الأعمال غير الأخلاقية في الاعتداء المتواصل على أبراج الكهرباء وأنابيب النفط بما يعني أنه يتطلب من الدولة والحكومة حزما رادعا لمثل هذه الممارسات وتكثيف الحملات الأمنية والقبض عليهم ومحاكمتهم حتى يشعر المواطن أن هناك أجهزة أمنية قوية صارمة لمن تسول له نفسه العبث بالمنشآت الحيوية والمال العام. ويجب أن تكون هناك حماية أمنية في هذه المناطق التي يزداد فيها الاعتداء على خطوط الكهرباء وأنابيب النفط .
وما نأمله من حكومة الوفاق هو الاهتمام بما يعانيه المواطنون وأبناء اليمن من الحرمان يكاد يكون شبه متواصل في نور الكهرباء حيث عليها أن تهتم بهذه المنشأة الحيوية التي أصبحت من الضروريات لحياة الإنسان .
وما نطلبه أيضا من أبناء مارب شيوخا وشبابا ومثقفين وقيادات هو إدانتهم لهذه الأعمال التي أصبحت شبه متواصلة وتجعل الناس يغيرون نظرتهم تجاه أبناء مأرب التاريخ والأصالة والحضارة ففيها حضارة سبأ التي لن ينسى اليمنيون دورهم في بناء حضارة اليمن .