مثل.. وحكاية (4)

محمد المساح


 - إنما نعطي الذي أعطينا
حكاية هذا المثل أن رجلا تزوج فولدت له امرأته بنتا فصبر ثم ولدت له مرة ثانية بنتا فصبر
محمد المساح –

إنما نعطي الذي أعطينا
حكاية هذا المثل أن رجلا تزوج فولدت له امرأته بنتا فصبر ثم ولدت له مرة ثانية بنتا فصبر ثم ولدت له مرة ثالثة بنتا فهجرها وتحول عنها إلى بيت قريب منها.. فلما رأت ذلك قالت: ما لأبي الذلفاء لا يأتينا وهو في البيت الذي يلينا يغضب إن لم نلد البنينا وإنما نعطي الذي أعطينا فلما سمع الرجل ذلك طابت نفسه ورجع إليها وصار ما قالته شعرا مثلا يضرب في الاعتذار عن الشيء الذي لا نملكه وليس باستطاعتنا تدبيره.
> إياك أعني واسمعي يا جارة
أول من قال هذا المثل سهل بن مالك الفزاري الذي كان في طريقة إلى النعمان بن المنذر ملك الحيرة فمر بأحياء طيء فسأل عن سيد الحي فقيل له هو حارثة بن الأم.. فتوجه إليه ولم يجده فقالت له أخته: أنزل على الرحب والسعة فنزل وأكرمته ولا طفته ثم أظهرت له نفسها فرأى أجمل أهل دهرها وأكملهم وكانت هي عقيلة قومها وسيدة نسائها فوقع في نفسه شيء لا يدري كيف يخبرها بما في نفسه فجلس بفناء الدار وراح ينشد: يا أخت البدو والحضارة.. كيف ترين في فتى فزارة أصبح يهوى معطارة.. إياك أعني واسمعي يا جارة فلما سمعت قوله وعرفت أنه يعنيها أجابته قائلة: إني أقول يا فتى فزارة.. لا ابتغي الزوج ولا الدعارة ولا فراق أهلي هذي الجارة.. فأرحل إلى أهلك باستخارة فاستحيا الفتى.. وقال: ما أردت منكرا واسوأتاه فقالت: صدقت.. وكأنها استحيت من تسرعها إلى اتهامه وارتحل قاصدا النعمان بن المنذر الذي حباه وأكرمه.. ثم رجع ونزل عند أخيها وبينما هو مقيم عندهم تطلعت إليه وكان جميلا فهامت به وأرسلت إليه تقول: أخطيني إن كان لك حاجة يوما من الدهر فإني مجيبة ما تريد لي فخطبها ونزوج بها وسار بها إلى قومه.. وصار ما قاله شعرا مثلا يضرب لمن يتكلم بكلام ويعني أو يريد به شيئا آخر.
> إن لم يكن وفاقا ففراق
أما عن حكايته فيقولون أن عامر بن الظراب العدواني زوج ابنته لابن أخيه وبعد ستة أشهر جاءته ابنته مضروبة فقال لأبن أخيه: يا بني أرفع عصاك عن زوجتك تسكن فإن كانت نفرت من غير أن تنفر فهو الداء الذي لا دواء له وأن لم يكن وفاقا فتعجيل بالفراق والخلع أحسن من الطلاق ولن نسلبك أهلك ومالك.. ثم رد عليه الصداق وفرق بينهما وكان أول خلع عند العرب.

قد يعجبك ايضا