سوء التغذية .. عائق للصحة والتنمية



غياب دور المواطن في تلافي مشكلة سوء التغذية يعتبره خبراء التغذية قرين ميله إلى أنماط تغذية لا تحقق الفوائد الصحية المرجوة للجسم بقدر الضرر الذي يمكن أن تتسبب به مؤكدين بأن نيل تغذية صحية مثالية ليس- بالضرورة- تمنحها أصناف غذائية غالية الثمن طالما تتوافر بدائل عنها أقل ثمنا وتحقق التنوع والمردود الغذائي والصحي المنشودين.
الدكتور/ عبد المجيد بجاش عبد الله – أستاذ علوم الأغذية المساعد بكلية الزراعة – جامعة صنعاء من جانبه دأب على استعراض المشكلات والأضرار المترتبة على عوز التغذية مبرزا سبل الاستفادة المثلى من الغذاء وحفظ المقومات الصحية في الأطعمة المتناولة خلال شهر رمضان في نسق ممزوج بنصائح مفيدة للصائم وذلك بقوله:
– ورد في تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة (اليونيسيف) تفاصيل مثيرة تضع اليمن في مصاف أكثر البلدان معاناة من سوء التغذية المزمن في مرتبة تلي مباشرة أفغانستان والصومال وهي أيضا ثاني بلد في العالم بعد أفغانستان في مؤشر قصر القامة (التقزم).
ويشير التقرير إلى أن (10ملايين) يمني يعاني من انعدام الأمن الغذائي وأن (5 ملايين) من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد بينما يرزح مليون طفل دون سن الخامسة تحت وطأة المعاناة من سوء التغذية الشديد في جميع أنحاء البلاد وما يزيد عن (270ألف)طفل مهدد بالموت بسبب سوء التغذية.
ووفقا لتقارير سابقة تعود إلى العقد الماضي فما نسبته (25%)امرأة في اليمن تعاني من سوء التغذية وهي نسبة كبيرة تعكس بوضوح شيوع المعاناة بين النساء اليمنيات من نقص طاقة مزمن.
فيم تشير التقارير ذاتها إلى أن النساء اليمنيات في سن الإنجاب يعانين- كذلك- من فقر الدم.
وتبدو مشكلة سوء التغذية في اليمن بأبعادها المختلفة سيئة للغاية فهي على الصعيد الاقتصادي تمثل عائقا حقيقيا أمام التنمية, وتحديا كبيرا يواجه الحكومة اليمنية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة, ومعها تتوالى خسائرها الاقتصادية سنويا بوتيرة متزايدة حيث تقدر بـ (3%) من الناتج المحلي الإجمالي, ووفقا لتقديرات عام2012م بلغت خسائرها السنوية (254 مليارا و 538 مليون ريال).
لاشك أن أسبابا وعوامل مجتمعة ساهمت في تفاقم معدلات سوء التغذية في اليمن بمعية العوامل المتعلقة بالنظافة وشيوع بعض الأمراض المعدية والمستوى الرديء لصحة البيئة وإمدادات المياه والصرف الصحي ومعوقات الوصول إلى مياه شرب نقية وصالحة.
يضاف إليها:-
– الحالة الصحية التغذوية السيئة لدى صغار الأطفال والأمهات الحوامل والمرضعات.
– ارتفاع مستوى الأمية لاسيما بين الأمهات بما يترتب عليه من جهل بأسس التغذية السليمة.
– العادات السيئة في التغذية.
– عادة مضغ القات السيئة والمنتشرة بشكل عام بين أوساط اليمنيين ويبدو تأثيره السلبي جليا على الأمهات في مرحلتي الحمل والإرضاع وتسري أيضا على مواليدهن وأطفالهن الرضع.
– الزيادة في معدلات انعدام الأمن الغذائي في اليمن لتشمل حوالي (44,5 %) من السكان بينما (22%) منهم يعانون من انعدام أمن غذائي شديد. ولا مراء في وصف الحال المترتب على نقص المكونات الغذائية الأساسية بالخطير وبخاصة في حالة العوز الوخيم لدرجة أن نقص عنصر واحد -على الأقل- من عناصر المجموعات الغذائية الثلاثة الأساسية المكونة للغذاء المتوازن يعد كافيا للتعرض لمرض من أمراض سوء التغذية وهذه المكونات الغذائية تتلخص في:-
– أغذية الطاقة: (الحبوب ومنتجاتها- الزيوت- السكريات).
– أغذية النمو: (اللحوم بأنواعها- الألبان ومنتجاتها- البقوليات).
– أغذية الوقاية: (الخضراوات – الفواكه).
ويبدو جليا أن المشكلة مردها إلى الجهل بأسس التغذية السليمة وعدم معرفة القيمة الغذائية للأطعمة المختلفة ويتجلى في سوء الاختيار والإعداد غير السليم للمأكولات بما يجعل الجسم عرضة لشكل أو لأكثر من أشكال سوء التغذية مثل:-
-سوء التغذية الحاد (الهزال). – قصر القامة. – نقص الوزن.
-العوز الغذائي الناتج عن افتقار الجسم لعناصر الغذاء الزهيدة المقدار مثل نقص فيتامين (أ) أو نقص الحديد أو اليود..الخ.
من هنا يمكن تعريف سوء التغذية بالحالة التي لا يحصل فيها جسم الإنسان على القدر الكافي من احتياجاته الغذائية كما ونوعا من عناصر الغذاء الأساسية والمطلوبة للنمو والتطور ومقاومة الأمراض ليتمكن من القيام بجميع الوظائف بصورة طبيعية.
علاوة على أن عوامل أخرى تؤدي إلى سوء تغذية تتعلق بسوء عملية الامتصاص والتمثيل للعناصر الغذائية ومن بينها- أيضا- إصابة الطفل دون سن الخامسة بمرض حاد قد يترتب عليه استنفاذ الكثير من عناصر الغذاء المفيدة بالجسم أو الحيلولة دون استفادته منها.
وتندرج تحت تصنيف سوء التغذية

قد يعجبك ايضا