الحوادث المرورية.. تهديد صارخ لصحة وسلامة المواطنين
–
انغلاق منافذ التفكير وتشتت الانتباه صور حية واقعية في رمضان لا يجد الكثيرون فيهما دافعا أو مبررا يثني عن قيادة السيارات والمركبات المختلفة غير آخذين في الاعتبار أخلاقيات القيادة وقواعد المرور واحتمال وقوعهم في أخطاء فادحة تروع الآمنين وتقتل الأبرياء أو تلحق بهم وبغيرهم إصابات جسيمة.
من نبض الواقع معتمدا على الحقائق تحدث الدكتور أوسان غازي إسماعيل -مدير برنامج الوقاية من الإصابة والعنف بقطاع السكان- وزارة الصحة حول الحوادث المرورية بما تشكله من عبء على الصحة والسلامة البشرية مبينا الأسباب والعوامل المؤدية في شهر رمضان إلى زيادة وتيرتها الكارثية فلنبق مع التفاصيل وحديثه الذي قال فيه:
حوادث الطرق مشاهد تبعث على الأسى لكثرتها في رمضان ومتسببوها – عادة- عديمو الصبر مشدودو الأعصاب.. غلبت عليهم العجالة فحادوا عن اليقظة وحسن القيادة للسيارات أو المركبات لاسيما خلال اللحظات والدقائق الفاصلة التي تسبق موعد الإفطار الرمضاني ثم مع الأيام والليالي الأخيرة من رمضان وكأنما توقف التفكير وسدت منافذه عن التريث والصبر وعدم الالتزام بآداب القيادة وقواعد السلامة المرورية..
وبموجب إحصاءات منسوبة إلى منظمة الصحة العالمية تحكي الأرقام هول الكوارث البشرية التي تسببها حوادث الطرق ففي مطلع الألفية الثالثة تسببت بوفاة (1,27مليون) شخصا تقريبا حول العالم ومعها (20مليون-50مليون) حالة إعاقة وعجز دائم.
ومن المتوقع أن تتصدر هذه الحوادث المرتبة الخامسة في قائمة منظمة الصحة العالمية للأسباب الرئيسة للوفيات في العالم عام 2030م بدلا من المرتبة التاسعة التي احتلتها عام 2004م.
وفي اليمن تشير إحصاءات الإدارة العامة للمرور إلى أن حوادث الطرق خلفت (25ألفا و441) حالة وفاة و(166ألفا و744) حالة إصابة في الفترة (2001-2010م) وفي الوقت الراهن يرجح تسبب حوادث السير بقتل ما لا يقل عن (8 آلاف) إنسان كل عام على مستوى جميع محافظات الجمهورية.
والمتأمل لهذه الأرقام المخيفة -لاشك- سيدرك خطورة المشكلة وحجم الآلام والمعاناة التي تسببها وفداحة الخسائر على مختلف الأصعدة صحيا واقتصاديا واجتماعيا.
وحري بالصائمين خلال شهر الصيام والعبادة والتقرب إلى المولى جل وعلا بما يحمله من نقاء وأجواء إيمانية أنعم بها الله على المقبلين على خالقهم أن يتأسوا ويقتدوا بهدي الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ويعوا ويطبقوا قوله: “إذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم”.
فالحوادث على الطرقات على أشدها خلاله وبالذات عند اقتراب موعد الإفطار.
وبالبحث عن المسببات سنجد الدور الأبرز للعامل النفسي بسبب التغير الوقتي في أمور حياتنا اليومية بما نفرضه على أنفسنا من تأدية أعمال ومهام يومية في رمضان خلال أوقات مغايرة للعادة حيث غلب على المجتمع فيه -عموما- اتخاذ الفترة الصباحية للنوم بدلا من الليل بل ووصل الحال بالبعض إلى إطالة نومه إلى الظهر أو العصر.
وفي العادة تأخذ وتيرة النشاط والحركة وقت الظهيرة في النمو تدريجيا ثم تزداد عصرا فتزدحم الطرقات والشوارع بالسيارات والمارة.
والوتيرة الأعلى لهذا الازدحام تكون بعد العصر مع اقتراب موعد الإفطار الوقت الذي يدب فيه التوتر ونفاد الصبر من قبل بعض سائقي السيارات والمركبات والكثير من المشاة خشية الـتأخر أو عدم إدراك الإفطار في موعده بالمنزل أو المسجد الأمر الذي يؤدي إلى حوادث جنونية تخلف إصابات بالغة ووفيات.
لكن وقوع مثل هذه الحوادث يختلف بعض الشيء في الفترة الصباحية من رمضان ففيها تجوب الطرقات القليل من السيارات والمركبات المختلفة إلا أن سائقيها يغلب عليهم عدم الالتزام بإشارات المرور باعتبار أن الطرق خالية من المشاة والمركبات وبذلك تقل الحوادث في هذه الأثناء لكنها إذا حدثت تكون مأساوية ومميتة.
وبواقع الحال لا يتوقف مسلسل الحوادث على الطرق في الفترة المسائية توقيت نزول الناس خلال الشهر الكريم إلى الشوارع والأسواق وحينها قد لا تكون أضواء الطرق والشوارع بالمستوى الذي يساعد السائق على الرؤية الواضحة أو أن أضواء بعض السيارات أو المركبات خافت لا يسمح برؤية واضحة وهذا لا شك يسهم في زيادة الحوادث الواقعة على المارة أو بين المركبات المختلفة.
وفي اتجاه آخر ننتقل إلى أوسع حوادث السير وأكثرها مأساوية ودموية في الشهر الكريم ألا وهي الواقعة في العشر الأواخر من رمضان فالناس في خواتيمه المباركة في سباق مع الوقت إما لشراء مستلزمات العيد من ملابس وحلويات أو ينشغلون بالتحضيرات للسفر فيتدافعون ويتقاطرون بالسيارات والمركبات في الطرق الطويلة وعلى عجلة من أمرهم ينشدون الوصول سريعا إلى قراهم أو إلى المدن الأخرى لغرض قضاء فترة العيد في أجواء مختلفة بين الأ