موظفون مصفدون.. والرقابة آخر من يعلم

تحقيق أسماء حيدر البزاز

تحقيق / أسماء حيدر البزاز –
مختصون : لا بد من قانون صارم ينظم عمل الموظفين ودوامهم
اقتصاديون: إرهاق الموازنة العامة وبطء عجلة التنمية أبرز تداعيات التسيب الوظيفي
موظفون: نفضل الإجازة في رمضان لنخلد للراحة وغياب الرقابة سبب التسيب
الانضباط الوظيفي في عدد من الدوائر الحكومية ومرافق ومؤسسات الدولة فرض كفاية في رمضان إن حضر موظف سقط وجوبه عن الباقي . مكاتب صفدت من الموظفين وإدارات مغلقة وإجازات سنوية تقطع في هذا الشهر لثقافات مغلوطة ورقابة نائمة وأرباب عمل يفتحون الضوء الأخضر للتسيب والإهمال وعدم المساءلة ..
نزلنا إلى عدد من مؤسسات ووزارات الدولة والتي تباينت فيها نسبة الحضور والغياب وفي وزارة الصحة التقينا بالموظف صفوان الشرحي والذي أفاد قائلا : طبعا بالنسبة لي شخصيا فأنا التزم بمواعيد الدوام وإذا حصل وإن تأخرت فهو لوجود سبب ونتمنى أن يكون نظام الدوام عن بعد بمعنى انه إذا وجدت أو عملت الحكومة على إنشاء قاعدة بيانات لموظفيها فقد يساعد ذلك على الانضباط الوظيفي بحيث يتم التوقيع بالبصمة بدلا من الأسلوب القديم والذي كان يعرف بحافظة الحضور والغياب وبهذا يتوفر لدى الموظف ما يسمى بالرضى الوظيفي يعني أن الموظف يعلم أن راتبه مرتبط بحضوره وأخذ بصمة حضوره سواء في بداية الدوام أو عند المغادرة.
مضيفا: ولهذا نجد أن الموظف البسيط هو الأكثر حرصا على الالتحاق المبكر والالتزام بالمواعيد والوقت وبالمقابل هي أمانة وإن كل موظف ينبغي أن يكون حريصا على أن يأكل راتبه حلالا وهو دليل أيضا على مدى التفاني في أداء الواجب بغض النظر عن المردود أو غياب بعض المسئولين وأرباب العمل .
إجازة القضاة !!
ومن جهته تحدث المحامي خالد الغيثي عن القضاء والمحاكم في رمضان قائلا : : في المنشآت القضائية والمحاكم والنيابات والذي يفترض دوام الموظفين الإداريين إلا أننا نجد أن حضورهم شبه نادر بل إن أغلب من يحضرون لا تتعدى فترة دوامهم بالمحكمة عن ساعتين ومن ثم يذهب ورغم أن القضاة في إجازة قضائية سوى القاضي المناوب فيفترض أن تكون الإجازة فرصة لترتيب ملفات القضايا والجلسات والسجلات إلا أن ضعف الرقابة الإدارية في ظل إجازة القضاة تجعل دوام الموظفين الإداريين مزاجيا.
خلية نحل
وأما علاء الزبيدي – قناة سبأ الفضائية فقد أوضح : بالنسبة لنا – نحن كإعلاميين – فشهر رمضان كغيره من الشهور لكنه أكثر التزاما منا بالقول والدوام بل إننا نضاعف الجهود فيه تماشيا مع سياسة البرامج الجديدة والمتنوعة والمباشرة فيه لتلبية رغبات الجمهور المتنوعة , فهو شهر نشاط وإبداع وتغيير بما يحمله من جهود جبارة من قبل المقدمين والمعدين أمام الشاشات ومن خلف الكواليس , فالكل هنا كخلية نحل .
عبد المجيد أحمد الزيلعي – منظمة سياج لحماية الطفولة يقول أمر يثير الاستغراب أن تجد أن الصورة المرسومة عن رمضان لدى بعض الناس هي الراحة والخلود للنوم , أتفاجأ من الموظف الذي يعتذر عن الكثير من المهام الوظيفية بحجة رمضان . فرمضان مدرسة وتربية ولأنه كذلك فعلى الموظف أن يدرك أن المطلوب منه مضاعفة الجهد وبذل كل الوسائل الممكنة للإنجاز بل والإبداع وليس التهرب والاعتذار.
إجازات السنة
وأما نهاية العسمي من وزارة الصناعة والتجارة فقد أخذت إجازتها السنوية في رمضان خوفا من التعب والإرهاق الناتج عن الصوم ولكثرة الأعمال والأشغال المنزلية التي تمتد إلى ساعات ما قبل الإفطار.
وتتفق معها اسمهان الطوقي من وزارة الخارجية حيث جعلت إجازتها السنوية في شهر رمضان مضيفة : أن وزارتنا من أكثر الوزارات التزاما وحضورا في شهر رمضان حيث أنه لا يمكن لأي شخص الغياب إلا بإحضار بديل حتى لا تتعطل مهام وأعمال الوزارة .
ومن ناحيتها أوضحت لنا بسمة العريقي من وزارة الداخلية بأن نسبة الحضور في وزارتها 50% فالبعض أخذ إجازته السنوية لرمضان وآخرون التسيب والإهمال من حليفهم بحجة أنه شهر رمضان!!
هيكلة القوانين
ويرى مهدي بالغيث – رئيس مؤسسة رواد التغيير للتنمية أنه يجب البحث عن الاسباب التي تقف خلف عدم الانضباط في الوظيفة العامة كما هو حاصل الآن في هذا الشهر المبارك من أهمها الفساد وعدم الرقابة والظلم في الراتب وهضم المستحقات الوظيفية بالإضافة إلى عدم تأهيل الموظفين وعدم وجود وعي بأهمية إنتاجهم وضرورة تواجدهم بدوائرهم العملية ولهذا فإن الإهمال ناتج عن عدم متابعتهم من قبل مرؤوسيهم والذين قد يكونوا هم القدوة في الغياب والاستهتار وغير آبهين بمبدأ الثواب والعقاب .
وأضاف بالغيث: وبالمقابل فإن لذلك التقاعس مردوده العكسي السلبي على واقع التنمية في البلاد والذي قد يؤدي إلى شلل شبة تام على التنمية من خلال تعطيل أعمال الدوائر الحكومية المنعكس سلبا على الموطن و الحل يك