ياعيدوه ويا حرافاه !

أحمد غراب

 - الحراف في هذه الأيام ليس كأي حراف فلا مجال للفرار أو الزحف فالزوجة والعيال ناصبون لك جبهة وسط البيت وقائمة الطلبات تقصف جيوبك مثل صواريخ الكاتيوشا ولا مجال للفرار
أحمد غراب –
الحراف في هذه الأيام ليس كأي حراف فلا مجال للفرار أو الزحف فالزوجة والعيال ناصبون لك جبهة وسط البيت وقائمة الطلبات تقصف جيوبك مثل صواريخ الكاتيوشا ولا مجال للفرار أو الزحف من ميدان المعركة فالزوجة من أمامك والأطفال من ورائك ولا مجال كذلك لأي هدنة أو اتفاقية سلام كل ما تستطيع أن تفعله هو إعلان الهزيمة والطلوع فوق الدولاب وإخراج راية بيضاء من جيبك اليمين وأخرى من جيبك الشمال أو إعلان الجنان والتجول بدون ملابس في الشارع مع الاستعانة ببطانية وقوطي ورفع شعار ” جنان يخارجك ولاعقل يحنبك”.
قبل رمضان سمعت أحد المواطنين يقول على سبيل النكتة أن الحكومة قررت تأجيل رمضان فيما كان الكثير من الموظفين يأملون تأجيل العيد حتى تصرف الإكرامية خصوصا وأن العيد ما سمي عيدا إلا لأنه يعود بالفرحة والسرور.
وحكاية كسوة العيد في بلادنا حكاية ما لها بداية من نهاية فسوق الملابس بلا رقيب ولا حسيب كل واحد يفصل أسعارا من رأسه أسعار الملابس ارتفعت ” دبل” البدلة اللي كانت بثلاثة آلاف صارت بعشرة وكلهم يقولوا لك ماركات مع أن مافيش شيء في السوق اليمنية أسمه الماركة كل تاجر يجيب ماركة من رأسه لدرجة أنهم أفقدوا الثقة لا أقول فيهم بل في الملابس الايطالي والصيني والياباني والسوري والتركي مع أن ملابس هذه الدول ممتازة لكن تجارنا يجيبوا لك ملابس مقلدة وتكون من إنتاج معامل داخلية أو حتى مستوردة بمواصفات رديئة ويكتبوا عليها صنع إيطالي أو صنع تركي أو أو.. مع أننا عرفنا كل أنواع الملابس الإيطالي زمان ولا تشبه بأي حال صناعة هذه الأيام إلا إذا كانت إيطاليا التي يقصدها تجارنا تقع في جزر المريخ فهذا شيء آخر.
في البداية كان تجار وموردو الملابس يتذرعون بأن المواطنين اليمنيين يريدون ملابس رخيصة بغض النظر عن مستوى جودتها ويقول لك التاجر منهم ” يا اخي لو جبنا ملابس فخمة مين اللي سيشتري¿ أبو يمن يشتي يمشي حاله بأي شيء المهم رخيص !! “.
قلنا معليش المهم ملابس نمشي بها العيد طالما هي رخيصة وشوية شوية أصبحت الملابس التقليد تباع أضعافا مضاعفة عن السعر الذي كنا نشتري به الملابس الأصلي.
حتى وقت قريب كنا نشتري ملابس للعيد وتظل جديدة وتجلس تلبس الجاكيت أو البنطلون سنوات وكنا نطلب من أطفالنا بعد أسبوع من العيد أن يرتبوا ملابسهم حتى تظل نظيفة للعيد الكبير.
أما هذه الأيام فقد أصبحت الملابس مثل المشمع حق القات بالكاد تستخدمه مرة أو مرتين ولو تلاحظوا أن ملابس هذه الأيام لا يقطع فيها كوي ولا غسل ولا تنظيف يعني تشتري قطعة ملابس حمراء تحطها وسط الغسالة فتجدها وقد تحولت إلى عصارة فانتو بعد أن انسكب لون الملابس فتصبح غبراء باهتة تبزها وتروح تضحيها أول ما تطلع عليها الشمس” تبلح ” وتصبح مثل قطعة الكرتون لو لبسها ابنك يبان وكأنه معلق سبورة على ظهره.
وإذا جيت تكويها تلتصق بظهر الكاوية مثل لزقة جونسون.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.

قد يعجبك ايضا