عبدالله عمر عبدالعزيز!!!
عبد الرحمن بجاش
عبد الرحمن بجاش –
كنت وزميل عزيز قد خرجنا قبل حوالي الشهر ونصف الشهر نتسكع في الشوارع وعند سمراء عدن أشهر محال البهارات في الدائري الأول ركنت سيارتي ودخلنا إلى يمن مول حيث يوجد مقهى في البهو أنخنا أجسادنا على كرسيين وذهب بنا الوقت بدون أن نحس به إلا بعد ساعة تقريبا عدت إلى سيارتي لأجد شابين بالقرب منها سألني أحدهما : هذه سيارتك¿ قلت : نعم خير قال : لقد صدموها.
– منú¿
– أولئك الذين على السيارة الواقفة هناك وقد انتظروك ولما تأخرت كانوا سيذهبون وقد تركوا رقمهم.
نزل من عليها شابان في مقتبل العمر قالا بصوت واحد : نحن «دحشنا» سيارتك وقد انتظرناك هذا رقمنا ومستعدان أن نصلحها أينما تريد وأبديا أسفهما طويلا قلت : هذا الرقم لكن بدون اسم وأمسكت بأكبرهما على كتفه وسحبته جانبا وسألته عن اسمه¿
– اسمي عبدالله عمر عبدالعزيز عبدالغني.
قلت وقد ابتسمت : كم انتظرتم¿
– حوالي الساعة ولولا أنهم سيسألون علينا لكنا انتظرنا أكثر عدت أقول : جدك عبدالعزيز عبدالغني¿
– نعم.
ابتسمت مرة أخرى : ولا عليكما شيء ما دام رحمه الله قد ربى هكذا وناولته كرتي : اعط والدك هذا الكرت وأبلغه التحية ولا تحكي له ما حصل ذهبا وظللت على السيارة دقائق أحدث نفسي عن التربية وأثرها على تصرفات الناس والمعروف عن أولاد الأستاذ عبدالعزيز – رحمه الله – دماثة خلقهم المستمد من دماثة الرجل هل لو كان غيرهما قد «دحش» سيارتي أو سيارة منú خلفوني سينتظرني كل ذلك الوقت¿
شيء كبير أن أنجو بجلدي من آخرين تعودوا أن يهينوا البشر والحجر في الشوارع غير آبهين بأحد!! من أولئك الذين يدفع بهم آباؤهم بسيارات فارهة إلى الشوارع ليحرثوا الأرض كما تحرث السفن عباب البحر وفرق بين سفينة تحرثه بحثا عن الخير وسيارات تعيث في الأرض فسادا ونظرة واحدة إلى الشوارع تجد أي متمعن يخرج بنتيجة ألا قانون وبالتالي لا تربية وحيث لا تربية لا امتثال لقانون وحيث لا قانون فلا حول ولا قوة إلا بالله.
لقد ظلت الحكاية في ذهني كل هذا الوقت لم تبارح خيالي صورة الولد العزيز وهو يهمس باسمه بكل أدب أورد ما حدث هنا للكثيرين من الكبار قبل الصغار فهناك كبار في السن لا أقل ولا أكثر لا يكلفون أنفسهم عبء احترام الآخرين ويعتبرون كل شيء لهم وحدهم ويا ويلك لو تعترض أو تبدي تبرما حتى!!
شكرا للصغيرين شكرا لمن ربى فأحسن التربية فقد ترك رائحة عطور الأرض وراءه وذهب وفي الحياة المستمرة منú يحمل اسمه بكل فخر… وللمدارس إقرأوا هذه الحكاية لطلبتكم رجاء.