النائمون في طريق السيل
علي عباس الأشموري
علي عباس الأشموري –
سيول بشرية هي أقل وصف لتلك الحشود المليونية التي هبت من كل حدب وجبل وصوب من سهول اليوم ووديانها للإدلا بأصواتها في يوم النصر العظيم 21 فبراير تأييدا ومبايعة لفخامة الرئيس وحبا ونصرا للوطن ودفاعا عنه من الطامعين والمراهنين باعتبار أن السيول والأمطار بشائر خير ورحمة من الله لعباده كذلك كانت سيول الله (الجماهير) وسيول أصواتهم بشائر خير وأمن ووحدة ووفاق أخوي وتلاحم مصيري.. هذه الملايين بعثت في النفوس الأمل وأعلنت للعالم رفض اليمنيين للحروب والفرقة والتمزق والشتات بعد عام مضى كله قتال وظلام وإعلام تضليلي آفاق يعمل على شراء الهتافات والمظاهرات الجماهيرية بإغراءات ووعود حزبية وأحلام وردية .. ولكن هيهات أن يلدغ المؤمن من حجر مرتين.. إن الإجماع الملاييني لصالح الوطن والذي مثلته هذه الملايين وجسدته من خلال صناديق الاقتراع أكدت أن الجماهير والساحات لم تعد أتباعا للناعقين والمتمصلحين وأن اليمنيين قد تعرفوا أخيرا وبعد وقت طويل أو قصير من يستهدف نفعهم ومن يسعى لنفع نفسه من توجيههم والتغرير بهم فقد تحولوا من تبعية النعيق والنهيق الشوارعي إلى الفلسفة الفعلية للديمقراطية والقيادة بمنح الثقة الشرعية والتأييد الشعبي للرئيس باعتبار أن الشعب صاحب السيادة ومصدر السلطات وبأن قوى الحاكم تستمد من إرادة الشعب وتأييده ولهذا نقول للحزبيين وأصحاب المشاريع الضيقة الذين يمنون على الرئيس بأنهم أصحاب الفضل وأولوا النعمة عليه إن يوم 21 مارس هو يوم الانتصار للشعب اليمني وأن هذا اليوم قد صنع نوره أغلبية اليمنيين رجال ونساء ومهمشين وبسطاء وعاطلين عن العمل ومستضعفين وعساكر ومدنيين وهذا اليوم اصطف فيه كل مظلوم وكل باحث عن العدالة وكل فاقد للأمن والمواطنة المتساوية شارك فيه كل وطني غيور خائف على وطنه من التمزق والتشتت والانقسام إنه يوم عظيم دشن مجده اليمنيون جميعا من شمال الشمال إلى جنوب الجنوب واعلم أنه يوم غير يسير على الحزبيين والمراهنين ومدعيي الوصاية في الشمال والجنوب يوم سقطت فيه الرهانات وارتفعت فيه الهامات وتقلد فيه اليمنيون المجد والحكمة وأكدوا أنهم أكثر وعيا وأنضج تجربة بشهادة العالم ما يجب أن ندركه جميعا ويتعلمه كل من يحدث نفسه ويعتقد أنه قد يقف أمام قرارات رئيس الجمهورية وكل من يحاول عرقلة سير عمل اللجنة العسكرية العليا بإعادة المتاريس أو اعتراض من يقومون بواجبهم من قوات الأمن والحماية الذي تمثل هيبة وسيادة الدولة ورمز الأمن بأنهم واهمون أو أنهم نائمون في طريق السيل باعتبار أن المبادرة الخليجية أتفاق لا مناص منه وأن آليتها التنفيذية أمر واقع وهي مؤيدة شعبيا وأمميا بقرار دولي وأعمال اللجنة العسكرية أهم بنودها وأن محاولة الالتفاف عليها هي محاولة يائسة وعقيمة كما أن قدرات فخامة الأخ رئيس الجمهورية هي قدرات الشعب وإدارة كل الجماهير سيول الله (الطوفان) لا يقف في طريقها إلا مجنون أو مغامر خاسر.
وفي هذا السياق فأخوكم العبد والفقير إلى الله ليس حزبيا أو مفتيا ولا أدعو لإراقة الدماء أو قتل النفس التي حرم الله فأخي شهيد وأنا مجرب ولكن للذكرى فقط وحسب التاريخ فإنه كان يتواطى ملوك فارس بهذه الوصايا عندما يتقلد أحدهم الملك يا بني لا تأمن غفلة اثنين الزمان والناس سكون الدهر وهدوء الناس هذا النوع من الوصايا يؤكد أن الجماهير الشعبية يقظة لمراقبة حكوماتها وإنها في كل الأحوال لتنتظر تحسن الوضع المعيشي وتحقيق الأمن والاستقرار ونحن أحوالنا المعيشية سيئة ونفتقد للأمن فهل نسيت حكومة الوفاق أو بعض وزرائها خطبهم وانتقاداتهم ومآخذهم على النظام السابق وتصويرهم للحياة فيما لو حكموا بأنهم سيؤمنون المواطن ويرفعون من معاناته وهل يأمن الاقتصاديون والحكام والتجار غضب الله إذا لم يحاسبوا أنفسهم ويتقوا الله في هذا الشعب ولقد بدأت حكومة الوفاق تكشف الحقائق المرة والتي تحتاج منها إلى قدرات حازمة وحاسمة تكون عند مستوى ثقة الدعايا ومتى بنتبه الضمير الوطني لهؤلاء التجار والمحتكرين وهل لهم ضمير¿¿
إن البراعة التجارية في بلادنا أسوأ البراعة لأن المغالين والمحتكرين يعالجون المرض بالمرض ومن عاداتهم انهم لا يعيشون إلا على الأزمات الاقتصادية وعلى معاناة المواطن المغلوب على أمره بل أنهم يسمون اموالهم برأس المال الوطني وخمدت هذه التسمية مؤقتا ولكن هذه الجماهير العريضة والطوابير الطويلة قد عرفت أنه لا يجتمع رأس المال المستغل مع الوطنين وأن المال في يد القليل يسبب الجوع للملايين وليس هناك ما هو أفسد للضمائر والأخلاق وأدعى إلى الفوضى من الفقر والمجاع