((الروايه الرقميه الان))
–
أحمد فضل
{ ليس هناك شك في أن شعبية شبكة الإنترنت تزداد يوما بعد يوم بعد أن كانت مقصورة في بداية عهدها – في عام ٩٦٩١م – على الأغراض العسكرية خاصة أثناء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتöحاد السوفيتي وما إن تفتت الاتöحاد السوفيتي وانهار وانتفى أو قل الغرض العسكري لهذه الشبكة حتى سارع الجميع من أجل استغلالها في الأغراض المدنية كافة فأصبح للشبكة ومنú يتعامل معها وجود كوني افتراضي وأصبح الواقع الذي تمثöله واقعا افتراضيا أو واقعا رقميا يأتي موازيا تماما للواقع الطبيعي الذي نحياه فعلا وكل هذا يتم دون استخدام الورق والأحبار والأقلام وما إلى ذلك الأمر الذي ينتفي معه تماما وجود الكتاب الورقي »التقليدي« أثناء حديثنا عن هذا الواقع الافتراضي أو الواقع الرقمي الذي رفع شعار »عالم بلا ورق« بل ظهر ما يسمى بـ »الإنسان الافتراضي« أو »الإنسان الرقمي« وهو الإنسان الذي يتعامل مع هذا الواقع الافتراضي وهو جالس في بيته أمام جهازه الإلكتروني ومنفتح على العالم الافتراضي من خلال شبكة الإنترنت هذا العالم الذي يمنحه شكلا أقرب ما يكون إلى شكل الأيقونة الصغيرة التي تظهر على شاشة سطح المكتب.
وهو بهذا الشكل يتخفى تماما ولا تظهر إلا أفكاره ومعتقداته ومواهبه ولغته الحاملة لتلك الأفكار والمعتقدات والمواهب وربما تنحرف اللغة عن طبيعتها في هذا الواقع الافتراضي وتنشأ لغة جديدة تناسب هذا الواقع وهي أقرب إلى لغة الاختزال وهو ما بدأ يتشكل بالفعل من خلال لغة الشات أو المحادثة والحوار داخل الغرف الإلكترونية »من خلال الماسنجر« هذا الواقع الافتراضي بدأ ينتج أدبه وبدأ ينتج ثقافته البعيدة كل البعد عن المنتجات الورقية من كتب ومعاجم وموسوعات وصحف ومجلات… إلخ حيث صار كل شيء رقميا فهناك الأدب الرقمي وهناك الثقافة الرقمية وتحولت الكتب لأن تصبح كتبا إلكترونية أو كتبا رقمية وبدأت المعاجم والموسوعات تتحول – هي الأخرى – لكي تصبح إلكترونية وانتشرت مقولة »بيل جيتس« : »إن كل تراث لن تتم رقمنته سيصبح تراثا منسيا«.
ومن هنا أخذ المثقفون أو الأدباء الرقميون يسارعون في تحويل أعمالهم السابقة إلى أعمال رقمية تنشر في مواقعهم أو في مواقع الغير على الشبكة الدولية وظهر إلى الوجود مصطلح »الثورة الرقمية«&#